الكير خبث الحديد ، يكون معه سبعون ألفا من اليهود ، على كل رجل منهم ساج وسيف محلى ؛ فيضرب قبته بهذا المضرب الذي بمجتمع السيول» الحديث بطوله ، ولفظ الطبراني «يا أهل المدينة ، اذكروا يوم الخلاص ، قالوا : وما يوم الخلاص؟ قال : يقبل الدجال حتى ينزل بذباب ، فلا يبقى في المدينة مشرك ولا مشركة ، ولا كافر ولا كافرة ، ولا منافق ولا منافقة ، ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه ، ويخلص المؤمنون ، فذلك يوم الخلاص» وروى أحمد برجال الصحيح أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «يوم الخلاص ، وما يوم الخلاص؟ ثلاثا ، فقيل له : وما يوم الخلاص؟ قال : يجيء الدجال فيصعد أحدا فيقول لأصحابه :أترون هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد ، ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب منها ملكا مصلتا ، فيأتي سبخة الجرف ، فيضرب رواقه ، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات ، فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه ، فذلك يوم الخلاص» وقال الحافظ ابن حجر : إن أحمد والحاكم أخرجا من رواية محجن بن الأدرع رفعه «يجيء الدجال فيصعد أحدا فيطلع فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه : ألا ترون إلى هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد ، ثم يأتي المدينة فيجد في كل نقب من أنقابها ملكا مصلتا سيفه» وبقيته بلفظ الحديث المذكور ، إلا أنه قال في آخره : «فتخلص المدينة ، فذلك يوم الخلاص» والمراد بالرواق الفسطاط ، ولابن ماجه من حديث أبي أمامة «ينزل عند الطريق الأحمر عند منقطع السبخة» ولأحمد من حديث ابن عمر «ينزل الدجال في هذه السبخة بمرقناة» أي : ممرها ، وفي عقيق المدينة للزبير بن بكار عن أبي هريرة «ركب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى مجتمع السيول ، فقال : ألا أخبركم بمنزل الدجال من المدينة؟ ثم قال : هذا منزله ، يريد المدينة ، لا يستطيعها ، يجدها متمنطقة بالملائكة ، على كل نقب من أنقابها ملك شاهر سلاحه ، لا يدخلها الدجال ولا الطاعون ، فيزلزل بالمدينة وبأصحاب الدجال زلزلة ، لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه ، وأكثر من يتبعه النساء ، فلا يعجز الرجل أن يمسك سفيهته».
قلت : يستفاد منه أن المراد من قوله في الأحاديث المتقدمة : فترجف المدينة يعني بسبب الزلزلة ، فلا يشكل بما تقدم من أنه لا يدخل المدينة رعب المسيخ الدجال فيستغنى عما جمع به بعضهم من أن الرعب المنفي هو أن لا يحصل لمن بها بسبب قربه منها خوف ، أو هو عبارة عن غايته ، وهو غلبته عليها ، والمراد بالرجفة إشاعة مجيئه وأن لا طاقة لأحد به ؛ فيتسارع حينئذ عليه من كان يتصف بالنفاق أو الفسق ، قاله الحافظ ابن حجر ، وما قدمناه أولى.
وفي الأوسط للطبراني حديث «ينزل الدجال حذو المدينة ، فأول من يتبعه النساء والإماء» وفي حديث رواه أحمد والطبراني واللفظ له ورجاله ثقات في وصف الدجال «ثم