أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : وفي سنة أربع وثمانين غزوة موسى بن نصير أرمونية ، وفي سنة ثلاث وتسعين غزا موسى بن نصير الأندلس فشتا فيها ، وفي سنة أربع وتسعين فتح لموسى بن نصير الأندلس ، فأخذ منها مائدة سليمان ، والتاج الذي نزل من السماء.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن موسى بن السمسار ، قالا : أنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله الربعي ، أنا أبي ، أنا حمدان بن علي ، نا إسحاق بن إسماعيل ، نا جرير ، عن سفيان بن عبد الله بن محمّد بن زياد بن حدير.
أن عمر بن عبد العزيز سأل موسى بن نصير ـ وكانت بنو أمية تبعثه (١) على الجيوش ـ عن أعجب شيء رآه في البحر؟ قال : انتهينا مرة إلى جزيرة فيها (٢) ست عشرة جرة خضراء مختومة بخاتم سليمان بن داود ، قال : فأمرت بأربعة (٣) منها ، فأخرجت وأمرت بواحدة منها فنقبت ، قال : فإذا شيطان ينفض رأسه وهو يقول : والذي أكرمك بالنبوة لا أعود بعدها أفسد في الأرض ، قال : ثم نظر فقال : والله ما أرى بها سليمان وملكه ، فانساخ في الأرض ، فذهب ، قال : فأمرت بالثلاث البواقي فردّت إلى مكانها.
أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي وغيره ، عن أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، أنا الحارث بن محمّد ، أنا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر قال : وفيها ـ يعني ـ سنة ثلاث وتسعين أجدب أهل أفريقية جدبا شديدا ، فخرج موسى بن نصير بالناس ، وأمرهم بالصيام ، وأمر بالولدان فجعلوا على حدة والنساء على حدة ، وأخرج الإبل والبقر والغنم وخرج بأهل الذمّة على حدة ، فدعا يومئذ حتى انتصف النهار ، وخطب الناس ، فلمّا أراد أن ينزل قيل له : ألا تدعو لأمير المؤمنين؟ قال : ليس هذا يوم ذاك ، فسقوا سقيا كفتهم حينا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٤) ، نا سعيد بن منصور ، حدّثني يعقوب بن عبد الرّحمن ،
__________________
(١) الأصل : تبعث ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٢) أقحم بعدها بالأصل : شيء رآه في البحر ، قال : انتهينا.
(٣) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، والوجه : بأربع.
(٤) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٥٧٠ وفيه زيادة.