إذا علقت منكم راحة |
|
بعرف فما أن تجس افتلاتا |
تصم السامع منهم إذ ذكرتم |
|
فما يسمعون الحواتا |
فلم ترض بالصفح عن فعلهم |
|
بذاك وفاض عليهم وفاتا |
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) في تسمية عمّال المأمون على المدينة : وعزل هارون ابن المسيّب عن المدينة ، وولّى موسى بن يحيى بن خالد بن مالك.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحكيمي الكاتب ـ ببغداد ـ نا أبو العيناء ، قال : قال الأصمعي :
وأخبرني موسى بن يحيى بن خالد أن المأمون قال يوما لمحمّد بن داود : يا محمّد ، إنّي أرى إقبال هذه السنة يدل على كثرة الغلات وانحطاط الأسعار ، فاكتب إلى العمال في المبادرة ببيع الغلّات. فجلس محمّد يومه كله يعمل كتابا في ذلك ، طوّله وبالغ فيه ، فلمّا كان من غد عرضه عليه ، فقرأه حتى انتهى إلى آخره ، فأخذ المأمون قلما ، واستمدّ من دواة بين يديه ، وخطّ على أول سطر والثاني والثالث حتى انتهى إلى آخره (٢) ، وكتب في حاشيته : أمّا بعد ، فإن للأمور أوائل يستدل بها على أواخرها ، وأشياء يعرف بها ما تؤول إليه الحال منهما ، وربما أخطأت المخيلة وكذبت الدليلة ، ولا يعلم الغيب إلّا الله ، وإنّ أمير المؤمنين لما دل عليه إقبال هذه السنة [أن سعر الطعام سينزع ، فتقدم في بيع ما استباع](٣) لك من الغلات بالسعر الذي تراه صالحا ، ولا تنفق نفقة صغيرة ولا كبيرة إلّا ما أتاك به كتاب أمير المؤمنين ، والسلام.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو محمّد المزكّي ، قالا : نا عبد العزيز الكتاني ، حدّثني الميداني ، نا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن أحمد بن زبر ، أخبرني أبي ، أنا عبد الله ابن عمرو بن أبي سعد ، حدّثني الوليد بن أبي سعيد الحاجب عن موسى بن يحيى أن يحيى ابن خالد أصبح مغموما مفكرا ، وكان السبب في ذلك أن هارون الرشيد دفع إليه جوهرا عظيم
__________________
(١) لم يرد الخبر في تاريخ خليفة.
(٢) بالأصل : «الخ» والمثبت : «إلى آخره» عن د ، و «ز» ، وم.
(٣) ما بين معكوفتين مطموس مكانه بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.