النخلة ، وهو يكون أخضر وأحمر وأبيض ، وهو كالسّموط إذا كان في طلعه ، وهذه صفة الجوهر ، فقلت : جوهر في وعاء ، فقلت : أصبت ، ثم قلت : أصلحك الله : من أخذه؟ فسمعت نهيق حمار ، فزجرت عليه والحمار علج ولا يصل إلى مجلس المولى من العلوج غير الفرّاشين ، فقلت : فرّاش ، أصلحك الله ، فأين هو؟ فسمعت غلاما في الصحن يخاطب آخر ويقول : صبّه في البلاعة ، فزحرت على قوله ، فقلت هو في البلاعة ، فأصبت ، فقال له يحيى : فكيف قلت فيما أمرنا لك به؟ قال : إنك لما أمرت بدفع الخمسة آلاف العاجلة سمعت غلاما في الصحن يقول : نعم ، فقلت : هي تصل إلي ، ثم قلت : أصلحك الله يبتاع له منزل في جوارنا بخمسة آلاف ، فسمعت آخر يقول في الصحن : لا ، فقلت : إنها لا تصل إليّ.
قال : فانصرف أبو يعقوب بالخمسة آلاف معه ، وشرع الوكلاء في طلب المنزل في جوار دار يحيى ، فبعد خمسة أيام حدث في أمر البرامكة ما حدث (١) يوم السادس ، وبطل أمر المنزل.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أبو الحسين (٣) محمّد بن عبد الواحد بن علي البزاز (٤) ، أنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ، نا محمّد بن أبي الأزهر النحوي (٥) ، نا الزبير بن بكّار قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : حدّثني يحيى بن أكثم أنه سمع المأمون يقول : لم يكن كيحيى بن خالد وولده في الكتابة (٦) ، والبلاغة ، والجود ، والشجاعة ، ولقد صدق القائل حيث يقول :
أولاد يحيى أربع |
|
كالأربع الطبائع |
فهم إذا اختبرتهم |
|
طبائع الصنائع |
__________________
(١) وكان ذلك في سنة ١٨٧ ه. عند ما أوقع الرشيد بالبرامكة ونكبهم.
(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٣٠ في ترجمة يحيى بن أكثم.
(٣) في تاريخ بغداد : «الحسن» تصحيف ، والمثبت يوافق د ، و «ز» ، وم ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٥١٤.
(٤) بدون إعجام بالأصل وم ، و «ز» ، وفي د : «البزار» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٥) في تاريخ بغداد : أبو سعيد الحسن بن عبد الله ـ أبو الأزهر النحوي ـ كذا ، وهو تحريف ، والصواب ما جاء بالأصل ود ، و «ز» ، وم. راجع ترجمة الحسن بن عبد الله السيرافي في سير الأعلام ١٦ / ٢٤٧ وفيها : حدث عن ... ومحمد بن أبي الأزهر.
(٦) الأصل وم ، ود ، و «ز» : الكفاية ، والمثبت عن تاريخ بغداد.