أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي)(١) يعني باليد والعصا ، قال : ففصل برسالة ربه ، وشيّعته الملائكة يصافحونه ، ويدعون له بالنصر والظفر على عدوه.
قال جويبر عن الضّحّاك عن ابن عبّاس أنه انطلق بأهله وولده نحوهم.
قال : وأنا إسحاق عن أبي إلياس عن وهب بن منبّه قال :
أوحى الله إلى هارون يبشره بنبوة موسى أنه قادم عليه ، وأنه قد جعله وزيرا ورسولا مع موسى إلى فرعون وملئه ، فإذا كان يوم الجمعة لغرّة ذي الحجة ، قبل طلوع الشمس ، ينظر إلى شاطئ النيل ، فإنها الساعة التي تلتقي أنت وأخوك موسى ، قال : فأقبل موسى في ذلك الوقت ، وفي تلك الساعة ، وخرج هارون من عسكر بني إسرائيل ، حتى التقى هو وموسى على شاطئ النيل ، قال : فلقيه قال : فقال له موسى : انطلق بنا إلى فرعون ، فانطلقا على وجوههما حتى انتهيا إلى فرعون ، وهو في مدينة لها سبعة (٢) وسبعون مدينة في كلّ مدينة سبعون ألف مقاتل ، بين كل مدينتين المزارع والأنهار ، يأتي عليهم الحقب ، لا يموت منهم ميت وهو في مجلس له ، يرقى فيه سبعة آلاف درجة ، إذا رقي على دابته رفع لها كفلها حتى يحاذي منسجها (٣) ، وإذا هبط رفع له منسجها (٤) حتى يحاذي بكفلها ، لا يسعل ، ولا يبول ، ولا يمتخط ، ولا يتغوّط إلّا في كل عشرة أيام مرة ، قد أنبتت حول مدائنه الغياض ، وألقيت فيها الأسد ، وجعل ساستها يشلّونها على من يشاء ، ويكفّونها عن من يشاء ، وطرق فيما بينهما إلى أبواب مدائنه من أخطأها وقع في تلك الأسد فمزقته وقد جعل فرعون بني إسرائيل عساكر من وراء مدينة يعملون له ، فذو القوة منهم قد قرحت عواتقهم من نقل الحجارة والطين ، ومن دون ذلك قد قرحت أيديهم من العمل ، ومن دونهم يؤدّي الخراج ، فمن غابت له الشمس قبل أن يؤدّي الذي عليه غلّت يده إلى عنقه شهرا وعمل بشماله ، والنساء ينسجن ثياب الكتّان ، فكانوا على ذلك حتى بعث الله موسى ، فسبحان الله ما أعظم سلطانه (٥).
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا المنجاب بن الحارث ،
__________________
(١) سورة طه ، الآية : ٤٢.
(٢) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، والوجه : سبع.
(٣) بدون إعجام بالأصل ورسمها : «مسحها» وفي م : «مستحمها» وفي د و «ز» : «مسحها» والمثبت عن المختصر ، والمنسج : ما بين مغرز العنق إلى منقطع الحارك في الصلب ، وقيل ما شخص من فروع الكتفين إلى أصل العنق هي المنسج والحارك والكاهل راجع النهاية لابن الأثير.
(٤) الحاشية السابقة.
(٥) زيد في المختصر : وأعلى شأنه.