الفقه لا بأس به ، وهو جواب لسؤال سائل ، وهو مكمّل لعشرة أبواب حسبما سأل السائل" (١). ويدل هذا الكتاب على ولع ابن عميرة بالردّ على أعلام المشارقة من معاصريه ، كما يؤكد إلمامه بالعلوم العقلية والجدلية وتضلّعه فيها.
وكتاب المعالم الذي عقّب عليه ابن عميرة هو من تأليف الإمام فخر الدين محمد بن عمر الرّازي (ت ٦٠٦ ه) صاحب التآليف العديدة في علم الكلام والأصول وغيرهما ، وكان إمام الدنيا في عصره كما يقول ابن الأثير (٢). وتمثل مؤلفاته مدرسة جديدة في الكلام والأصول اتسمت بطرقها المقفلة وقوانينها المغلقة وتقسيماتها الكثيرة ، وهي تختلف عن طريقة الأقدمين في الأصلين طريقة الغزالي والجويني التي كان ينتمي إليها ابن عميرة فيما يبدو ، سيما وأنه كان كثير العناية بكتاب المستصفى للغزالي.
٤ ـ اقتضاب من تاريخ المريدين : وهو ثاني كتاب في التاريخ ألّفه ابن عميرة بالإضافة إلى تاريخ ميورقة ، ويعتبر من المؤلفات المفقودة اليوم. وقد ورد هذا العنوان عند ابن عبد الملك في الذيل (٣) وعند ابن الخطيب في الإحاطة (٤) ، أما المقري فقد ذكره في النفح قائلا : " وله اختصار نبيل من تاريخ ابن صاحب الصلاة" (٥). ولسنا نعلم هل اطّلع المقري على هذا الكتاب كما اطلع على تاريخ ميورقة ونقل عنه أم لا ، كما أننا نجهل الدافع الذي جعل ابن عميرة يقدم على اختصار تاريخ المريدين.
__________________
(١) الغبريني ، المصدر السابق ، ص ٢٥٣.
(٢) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، بيروت : دار الكتاب العربي ، ١٩٨٣ ، ج ٩ ، ص ٣٠٢.
(٣) ابن عبد الملك المراكشي ، المصدر السابق ، ج ١ ، ص ١٧٧.
(٤) ابن الخطيب ، الإحاطة ، ج ١ ، ص ٦٥.
(٥) المقري ، نفح الطيب ، ج ١ ، ص ٣١٤.