الملك بأن يفاوضوا والي ميورقة المحاصرة وأهلها على الاستسلام ، ولكنهم فشلوا بعد عدّة محاولات بسبب إصرار الوالي على المقاومة ورفض الاستسلام. فاشتد غضب الملك خايمي على الخطيب وجماعته واتهمهم بالتواطؤ مع أهل المدينة فأعادهم إلى السجن ثم صاروا في حكم الرقّ.
وبعد فشل الخطيب وجماعته في إقناع أمير البليار بالاستسلام ، أرسل إليه الملك خايمي عمّ والده الكونت نونة لمفاوضته على تسليم المدينة ولكن الأمير المسلم رفض الصفقة وقرر المقاومة وانقطعت المفاوضات وعاد القتال من جديد بين الطرفين بشكل أعنف ، حيث أضرم النصارى النار تحت سور المدينة فسقط ومعه ثلاثة من الأبراج الغربية في الثالث عشر من شهر محرّم سنة ٦٢٧ ه. وتمكنت القوات الإسلامية من مجابهتهم بقوة وردّتهم على أعقابهم وأعادت بناء ما تهدم ولكن إلى حين ، لأن الحصار اشتدّ وطالت أيامه وكثف العدو هجماته على المدينة ، وباءت الخطط المعروضة على الوالي في الدفاع بالفشل بسبب بخله وسوء تدبيره ، وازدادت الأوضاع سوءا وأضحت ميورقة قاب قوسين أو أدنى من السقوط.
٧. سقوط مدينة ميورقة :
ولما رأى أبو حفص عمر بن شيري ، الذي كان الوالي قد قتل ابني أختيه ضمن كبراء المدينة الأربعة ، أن أمر العدو قد استشرى وأن خناقه على المدينة قد اشتد أكثر ، خرج إلى البادية يستنجد أهلها ويسعى في إفساد ما كان بينهم وبين النصارى من وصلة وهدنة ، فجمعهم ووعظهم وأيقظ فيهم الغيرة على الإسلام والمسلمين وألهب حماسهم فأجابوه لما دعاهم وخرقوا الهدنة مع العدو وقتلوا منه من كان بين أظهرهم.
وفي يوم الجمعة ١١ صفر سنة ٦٢٧ ه / ٢٨ ديسمبر ١٢٢٩ م اجتمع