الحملة البحرية الناجحة وهو يظن أنه غالب الملوك ، ولم يكن يدري أنه بعمله هذا قد فتح جبهة خطيرة مع النصارى.
٤. الاستعداد للحرب :
يقول المؤلف إن نصارى مملكة قطلونية وأرغون قد ثارت ثائرتهم بعد هذه الاشتباكات البحرية الأولى مع المسلمين ، فأخذوا يحرّضون ملكهم خايمي الأول على غزو جزر البليار ، ويغيرون صدره على الإسلام والمسلمين ، ويذكّرونه بما فعله بهم ابن غانية المرابطي. ولما رأى حماسهم الشديد ، أراد أن يقيم الحجة على والي ميورقة فبعث إليه بأحد رجاله يطلب منه ردّ المركب والمال والأسارى ويعرض عليه الصلح والهدنة. ولكن الوالي ركب رأسه واستخف بما عرضه عليه الملك خايمي وتطاول عليه وعامله بكل صلف واحتقار. وعاد الرسول إلى ملكه فأخبره بما سمع ورأى ونقل إليه تهديدات الوالي الموحدي وتحدّيه للنصارى.
إن الملك خايمي الأول الذي كان قد نجح آنذاك في إخماد الحرب الأهلية التي عصفت بمملكته طيلة خمسة عشر عاما ، قد وجد الظروف مواتية لخوض معركته الحاسمة ضد ميورقة ، فالوالي المسلم قد رفض عروضه ، وإن هذه الحرب سوف تشغل نبلاء مملكته عن المنازعات الداخلية ، وترضي في الوقت نفسه تجار قطلونية الذين كانوا يتطلعون دوما إلى توسيع نطاق تجارتهم وضمان سلامة سفنهم المهددة من قبل أساطيل جزر البليار ، لذلك عقد مجلسه النيابي في برشلونة في شهر صفر ٦٢٦ ه / ١٢٢٩ م ، واقترح عليه القيام بحملة عسكرية ضد ميورقة ، فوافق أعضاء المجلس بالإجماع على هذا الاقتراح وتحمسوا له.
وبعد حصوله على موافقة المجلس النيابي (الكورتيس) شرع الملك