الأمثال العربية والاستشهاد بها. وقد وضع ابن عميرة نظرية خاصة به في السجع أشار إليها في كتابه التنبيهات بقوله : " وقصر الأسجاع محتقر مخل ، وطولها المتفاوت مرذول ممل ، فتكون وسطا بين الإفراط والتفريط ، والمساواة بينهما عدل لكن لا كل مساواة بحيث تخرج إلى الأوزان الشعرية" (١).
وعلى العموم فإن أثر ثقافة ابن عميرة الواسعة والمتنوعة في أسلوبه وكتابته الأدبية يبدو واضحا والمسحة العلمية عليه تظهر جلية ، وهذا المعنى هو الذي نبّه إليه أحد المعجبين به وهو الغبريني حين قال : " والناس يتداولون كتبه ويستحسنونه ويؤثرونه على كتب غيره ويفضلونه ، وبالواجب علم الله أن يكون كذلك لسلوكه حسن منهجه الذي هو فيه أول سالك ، وما رأيت من الكتّاب ما أعجبني مثل كتب الفقيه أبي المطرف إلا كتب أبي جعفر بن عطية ، والكتّاب كثير ، وكتب هذين الرجلين عندي مقدم على غيرهما ، والذي أوجب تقدم الفقيه أبي المطرّف في كتابته إنما هو أن الرجل من أهل العلم فكتابته علمية أدبية ، وكتابة غيره مقتصرة على نوع من الأدب ، وهذا المعنى هو الذي تميز به عمن عداه ، وسبق به من سواه" (٢).
سابعا : محتوى الكتاب
١. ميورقة قبل السقوط :
إن الكتاب لا يقدم لنا تاريخا شاملا ومفصلا لجزيرة ميورقة خلال عهودها الإسلامية المتعاقبة حسبما يوحي به العنوان ، ولكنه يؤرخ للعهد الأخير منها (٦٠٦ ـ ٦٢٨ ه / ١٢٠٩ ـ ١٢٣٠ م) ويعالج مرحلة السقوط النهائي
__________________
(١) ابن شريفة محمد ، المرجع السابق ، ص ٢١٨.
(٢) الغبريني ، المصدر السابق ، ص ٢٥١ ـ ٢٥٢.