المحاجر (١) ، وبعد أن أسمعه النجّار ما أسمعه ، قتله وثلاثة معه ، وكان وجد بدار القائد عيدان منجورة ، ظنّ أنها للثورة مدخورة ، وقدّر في النجار لسوء بخته ، أنّها من عمله ونحته ، فقتل بها ضربا وشدخا (٢) ، واقتدح منها زند المنية فكانت عفارا ومرخا (٣).
__________________
(١) محجر العين : بفتح الميم وكسرها وكسر الجيم وفتحها ، وهو ما دار بالعين من العظم الذي في أسفل الجفن. وقيل هو ما يظهر من نقاب المرأة وعمامة الرجل إذا اعتم. لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٦٩.
(٢) الشدخ : الكسر في كل شيء رطب ، وهو التهشيم الذي يعني كسر اليابس. وقيل هو كسر الشيء الأجوف كالرأس ونحوه. لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٨.
(٣) المرخ والعفار : شجرتان فيهما نار ليس في غيرهما من الشجر ، ويسوّى من أغصانها الزناد (جمع زند) التي يقتدح بها. والزند والزندة هما العودان اللذان تقتدح بهما النار ، ويسمى الزند العود الأعلى ويكون من شجر العفار ، وتسمى الزندة العود الأسفل ويكون من شجر المرخ. وكانت العرب تضرب بهما المثل في الشرف العالي وفي تفضيل بعض الشيء على بعض فتقول : في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار. أي أن هاتين الشجرتين من أكثر الشجر نارا وزنادهما أسرع الزناد وريا (اتقادا واشتعالا). وفي المثل أيضا : اقدح بعفار في مرخ ثم شدّ بعد أو أرخ. يضرب في حمل رجل فاحش على رجل فاحش فلم يلبثا أن يقع بينهما شرّ. وقيل يضرب للكريم الذي لا يحتاج أن تكده وتلح عليه.
لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٥٣ وص ١٩٥ ، وج ٤ ، ص ٥٨٩. الميداني ، مجمع الأمثال ، ج ٢ ، ص ٣١ وص ٦٣.