قال عمر بن شبّة : وأنشدنا الأصمعي لكعب بن مالك :
جاؤوا بجيش لو قيس معرسه |
|
ما كان إلّا كمعرس الدّئل (١) |
والعامة تقول : «أبو الأسود الدّيليّ» ، وذلك خطأ ، لأنهم ينسبونه إلى غير قبيلته.
أخبرنا عبد العزيز بن يحيى قال : أخبرنا محمد بن زكريا الغلابيّ (٢) قال : حدّثنا الزبير بن بكار قال : الدّئل في كنانة ، وهم رهط أبي الأسود ، والدّؤل في حنيفة ، والدّيل في عبد القيس.
أخبرنا جعفر بن محمد قال : أخبرنا إبراهيم بن حميد قال : أخبرنا أبو حاتم : كان أبو الأسود فيما زعموا ولد في الجاهلية.
أخبرنا محمد بن يحيى قال : أخبرنا محمد بن يزيد عن الجرميّ عن الخليل قال : لم يزل أبو الأسود ضنينا بما أخذه عن عليّ (٣) عليه السّلام ؛ حتى قال له زياد : قد فسدت ألسنة الناس ، وذلك أنهما سمعا رجلا يقول : «سقطت عصاتي» فدافعه أبو الأسود.
وأخبرنا جعفر بن محمد قال : أخبرنا إبراهيم بن حميد قال : حدّثنا أبو حاتم السجستاني قال : حدّثنا محمد بن عبّاد المهلّبي (٤) عن أبيه : سمع أبو الأسود رجلا يقرأ : «أنّ الله بريء من المشركين ورسوله» ، بكسر اللام ، فقال : لا أظنّ يسعني إلا أن أضع شيئا أصلح به نحو هذا ؛ أو كلام هذا معناه ، فوضع النّحو.
قال : وكان أوّل من رسمه ، فوضع منه شيئا جليلا ، حتى تعمّق النظر بعد ذلك وطوّلوا الأبواب.
ويقال : بل كان وضعه ليتعلّمه بنو زياد ، لأنهم كانوا يلحنون ، فكلّمه زياد في ذلك.
__________________
(١) المعرس : مكان النزول آخر الليل. والبيت في ديوانه ٢٥١.
(٢) الغلابي ، بفتح الغين ، وبعدها لام ألف مخففة ؛ منسوب إلى غلاب ، اسم لبعض أجداده ، ذكره ابن الأثير في اللباب ١ / ١٨٣.
(٣) في إنباه الرواة ١ / ١٥ : «وقيل لأبي الأسود : من أين لك هذا العلم؟ يعنون النحو قال : لقنت حدوده من عليّ بن أبي طالب عليه السّلام. وكان أبو الأسود من القراء ، قرأ على أمير المؤمنين علي عليه السّلام».
(٤) هو محمد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي. توفي سنة ٢٠٤. (تاريخ بغداد ٢ / ٣٧٣).