«جمل خال» ، فالخال البعير الضخم البادن ، و «حدت عنه إلى خال» : إلى ظنّ.
وقولهم : «من ملبس الخال» ، فالخال : الرجل المتكبّر المتعظّم.
وألحق أطواد الأعزّين بالخال ، فالخال : الأكمة الصغيرة.
وبذل ذي الكرم الخال ، فالخال الرجل السمح والجواد.
وكالغيث بلّ به الخالي ؛ فالغيث هاهنا النبت.
وبلّ به : ظفر به.
والخالي : الذي يجزّ. والخلاة : العشب.
وإني بها خال ، أي منفرد.
وما أنا عنها بالخليّ ولا الخالي ، فالخليّ الذي ليس بمحزون ، والخالي : البريء.
ولم يكن في علماء البصريين من قطع عليه أنه منقطع القرين مثل الخليل بن أحمد ، أخبرنا محمد بن يحيى قال : حدّثنا محمد بن الفضل بن الأسود ، قال : حدّثنا صالح بن محمد الخراساني ، قال : حدّثنا سوّار بن عبد الله بن سوّار قال : حدثني أبي قال : شهد الخليل عند سوّار بن عبد الله شهادات ، فقبله فيها كلّها.
أخبرنا محمد قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن زياد الزيادي والحسن بن محمد المهريّ قالا : حدّثنا عبد الله بن محمد التوّجيّ قال : سمعت أبا السمراء يقول : سمعت يحيى بن خالد البرمكيّ (١) يقول : أربعة ليس في فنّهم مثلهم : أبو حنيفة (٢) في فنّه ، والخليل بن أحمد في فنّه ، وابن المقفع في فنّه ، والفزاريّ في فنّه.
قال أبو الطيب اللغويّ : وأنا أقول : وأبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (٣) في فنّه ، وأبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكنديّ (٤) في فنّه.
ومن شهرة الخليل بن أحمد وتقدّمه في العلم ، ضرب به العلماء والشعراء الأمثال
__________________
(١) هو يحيى بن خالد بن برمك ، وزير الرشيد ، مات في الحبس سنة ١٩٠. (وانظر ترجمته وأخباره في ابن خلكان ٢ / ٢٤٣ ـ ٢٤٦).
(٢) هو النعمان بن ثابت أبو حنيفة التيمي ؛ صاحب المذهب ، توفي سنة ١٥٣. (وانظر ترجمته وأخباره في تاريخ بغداد ١٣ / ٣٢٣ ـ ٤٢٣).
(٣) توفي الجاحظ بالبصرة سنة ٢٥٥. (وانظر ترجمته وأخباره في ابن خلكان ١ / ٣٨٨ ـ ٣٩١).
(٤) هو أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن إسحاق بن الصباح الكندي ؛ فيلسوف العرب في عصره ، نشأ في البصرة وانتقل إلى بغداد ، واشتهر بالطب والموسيقى والهندسة والفلك ؛ وتوفي سنة ٣١٦. (طبقات الأطباء ١ / ٢٠٦).