٤٣ ـ حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسين البزَّاز النيسابوريُّ قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب بن يوسف قال : حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار العطارديُّ قال : حدّثنا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق بن يسار المدني قال : كان زيدٌ بن عمرو بن نفيل أجمع على الخروج من مكّة يضرب في الأرض ويطلب الحنيفيّة ـ دين إبراهيم عليهالسلام ـ وكانت امرأته صفيّه بنت الحضرمي كلّما أبصرته قد نهض إلى الخروج وأراده آذنت به الخطّاب بن نُفيل (٢) فخرج زيد إلى الشام يلتمس ويطلب في أهل الكتاب الاوَّل دين إبراهيم عليهالسلام ويسأل عنه ، فلم يزل في ذلك فيما يزعمون حتّى أتى الموصل والجزيرة كلّها ، ثمّ أقبل حتّى أتى الشام فجال فيها حتّى أتى راهباً بميفعة من أرض البلقاء كان ينتهي إليه علم النّصرانيّة فيما يزعمون فسأله عن الحنيفيّة دين إبراهيم عليهالسلام فقال له الرَّاهب : إنّك لتسأل عن دين ما أنت بواجد له الان من يحملك عليه اليوم ، لقد درس علمه وذهب من كان يعرفه ، ولكنّه قد أظلّك خروج نبيٍّ يبعث بأرضك الّتي خرجت منها بدين إبراهيم الحنيفيّة فعليك ببلادك فإنّه مبعوث الان ، هذا زمانه ولقد كان سئم اليهوديّة والنّصرانيّة ، فلم يرض شيئاً منهما ، فخرج مسرعاً حين قال له الرَّاهب ما قال يريد مكّة حتّى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه.
فقال ورقة بن نوفل ـ وقد كان اتّبع مثل أثر زيد ولم يفعل في ذلك ما فعل ـ فبكاه ورقة وقال فيه :
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنّما |
|
تجنّبت تنوّراً من النّار حاميـاً |
بدينـك ربّا ليس ربٌّ كمثله |
|
وتركك أوثان الطواغي كماهيا (٢) |
ينتظر خروجه وخرج في طلبه فقتل في الطريق.
__________________
المسمين للجنة ، وكان رغب عن عبادة الاوثان وطلب الدِّين ، فقتله النصارى بالشام. وقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : « يبعث أمة وحده ».
(١) وكان الخطاب بن نفيل عمه وأخاه لامه وكان يعاتبه على فراق دين قومه ، وكان الخطاب قد وكل صفية به ، وقال : إذا رأيته قدهم بأمر فآذنيني به. (قاله ابن هشام).
(٢) في المعارف « وتركك جنان الجبال كماهيا » وجنان ـ بكسر الجيم وشد النون ـ