وقد تدرك الانسان رحمةُ ربّه |
|
ولو كان تحت الأرض ستّين وادياً |
٤٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن محمّد بن إسحاق بن يسار المدني قال : حدّثني محمّد بن جعفر بن الزبير (٤) ومحمّد بن عبد الرّحمن بن عبد الله الحصين التميميُّ : أنَّ عمر بن الخطّاب وسعيد بن زيد قالا : يا رسول الله أنستغفر لزيد؟ قال : نعم فاستغفروا له فإنّه يبعث يوم القيامة امة وحده.
٤٥ ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسين البزَّاز قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب بن ـ يوسف قال : حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار ، عن يونس بن بكير ، عن المسعوديّ ، عن نفيل بن هشام ، عن أبيه أنَّ جدَّه سعيد بن زيد سأل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن أبيه زيد بن عمرو ، فقال : يا رسول الله إنَّ أبي زيد بن عمرو كان كما رأيت وكما بلغك فلو أدركك كان آمن بك فأستغفر له؟ قال : نعم فاستغفر له ، وقال : إنَّه يجيء يوم القيامة امّة وحده ، وكان فيما ذكروا أنَّه يطلب الدِّين فمات وهو في طلبه.
قال مصنّف هذا الكتاب رحمهالله : حال النبيِّ صلىاللهعليهوآله قبل النبوَّة حال قائمنا وصاحب زماننا عليهالسلام في وقتنا هذا وذلك أنَّه لم يعرف خبر النبيِّ صلىاللهعليهوآله في ذلك الوقت إلّا الأحبار والرُّهبان والّذين قد انتهى إليهم العلم به فكان الاسلام غريباً فيهم وكان الواحد منهم إذا سأل الله تبارك وتعالى بتعجيل فرج نبيّه وإظهار أمره سخر منه أهل الجهل والضلال وقالوا له : متى يخرج هذا النبيُّ الّذي تزعمون أنَّه نبي السيف وان دعوته تبلغ المشرق والمغرب وإنّه ينقاد له ملوك الأرض كما يقول الجهّال لنا في وقتنا هذا : متى يخرج هذا المهدي الّذي تزعمون أنَّه لابدَّ من خروجه وظهوره وينكره قوم ويقرُّبه آخرون ، وقد قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : إنَّ الاسلام بدء غريباً وسيعود غريباً
__________________
جمع جان ، ويريد بجنان الجبال : الّذين يأمرون بالفساد من شياطين الانس.
(١) محمّد بن جعفر بن الزبير بن العوام الاسدي المدني قال ابن سعد : كان عالما وقال الدّار قطني ثقة مدني (تهذيب التهذيب) ، وفي بعض النسخ « محمّد بن جعفر بن الاثير » وهو تصحيف.