إلى فرعون وهامان وقارون ، ثمّ أرسل الله عزَّ وجلَّ الرُّسل تترى « كلّما جاء أمّة رسولها كذَّبوه فأتبعنا بعضهم بعضاً وجعلنا هم أحاديث » (١) وكانت بنو إسرائيل تقتل في اليوم نبيّين وثلاثة وأربعة حتّى أنَّه كان يقتل في اليوم الواحد سبعون نبيّاً ويقوم سوق قتلهم في آخر النّهار ، فلمّا أنزلت التوراة على موسى بن عمران عليهالسلام تبشّر بمحمّد صلىاللهعليهوآله .
وكان بين يوسف وموسى عليهماالسلام من الأنبياء عشرة ، وكان وصيُّ موسى بن عمران يوشع بن نون وهو فتاه الّذي قال الله تبارك وتعالى في كتابه (٢) فلم تزل الأنبياء عليهمالسلام تبشّر بمحمّد صلىاللهعليهوآله وذلك قوله : « يجدونه » يعني اليهود والنصاري « مكتوبا » يعني صفة محمّد واسمه « عندهم في التورية والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهيهم عن المنكر » (٣) وهو قول الله عزَّ وجلَّ يحكي عن عيسى بن مريم « ومبّشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد » (٤) فبشّر موسى وعيسى عليهماالسلام بمحمد صلىاللهعليهوآله كما بشرت الأنبياء بعضهم بعضاً حتّى بلغت محمّداً صلىاللهعليهوآله ، فلمّا قضى محمّد صلىاللهعليهوآله نبوَّته واستكملت أيّامه أوحي الله عزَّ وجلَّ إليه أن يا محمّد قد قضيت نبوَّتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الّذي عندك والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوَّة عند عليِّ بن أبي طالب عليهالسلام فإنّي لن أقطع العلم والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوَّة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الّذين كانوا بينك وبين أبيك آدم ، وذلك قوله عزَّ وجلَّ : « إنَّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرّيّة بعضها من بعض والله سميع عليم » (٥) فإنَّ الله تبارك وتعالى لم يجعل
__________________
(١) المؤمنون : ٤٤.
(٢) في سورة الكهف : ٦٠ « إذ قال موسى لفتيه لا أبرح حتّى أبلغ مجمع البحرين ».
(٣) الاعراف : ١٥٧.
(٤) الصف : ٦.
(٥) آل عمران : ٣٣.