فقال الشامي لهشام : من هذا الّذي تشير إليه وتصفه بهذه الصفات؟ قال هشام : هو هذا وأشار بيده إلى الصادق عليهالسلام فكان يكون ذلك منتشراً في مجالسهم كانتشاره بينهم مع إشارتهم إليه بوجود شخصه ونسبه ومكانه ، ثمّ لم يكونوا حينئذ يمهلون ولا ينظرون كفعل فرعون في قتل أولاد بني إسرائيل للّذي قد كان ذاع منهم وانتشر بينهم من كون موسى عليهالسلام بينهم وهلاك فرعون ومملكته على يديه ، وكذلك كان فعل نمرود قبله في قتل أولاد رعيّته وأهل مملكته في طلب إبراهيم عليهالسلام زمان انتشار الخبر بوقت ولادته وكون هلاك نمرود وأهل مملكته ودينه على يديه كذلك طاغية زمان وفاة الحسن بن ـ على عليهماالسلام والد صاحب الزَّمان عليهالسلام وطلب ولده والتوكيل بداره وحبس جواريه وانتظاره بهنَّ وضع الحمل الّذي كان بهن (١) ، فلو لا أنَّ إرادتهم كانت ما ذكرنا من حال إبراهيم وموسى عليهماالسلام لمّا كان ذلك منهم ، وقد خلّف عليهالسلام أهله وولده وقد علموا من مذهبه ودينه أن لا يرث مع الولد والأبوين أحد إلّا زوج أو زوجة ، كلّاً ما يتوهّم غير هذا عاقل ولافهم غير هذا مع ما وجب من التدبير والحكمة المستقيمة ببلوغ غاية المدة في الظهور والاستتار فإذا كان ذلك كذلك وقعت الغيبة فاستتر عنهم شخصه وضلّوا عن معرفة مكانه ، ثمّ نشر ناشرٌ من شيعته شيئاً من أمره بما وصفناه وصاحبكم في حال الاستتار فوردت عادية من طاغوت الزَّمان أو صاحب فتنة من العوام تفحّص عمّا ورد من الاستتار وذكر من الأخبار فلم يجد حقيقة يشار إليها ولا شبهة يتعلّق بها انكسرت العادية وسكنت الفتنة وتراجعت الحميّة ، فلا يكون حينئذ على شيعته ولا على شيء من أشيائهم (٢) لمخالفيهم متسلّق ولا إلى اصطلامهم سبيلٌ متعلّق (٣) وعند ذلك تخمد النائرة وترتدع العادية ، فتظاهر أحوالهم عند الناظر في شأنهم ، ويتّضح للمتأمل أمرهم ، ويتحقّق المؤمن المفكّر في مذهبهم ، فيلحق بأولياء الحجّة من كان في حيرة الجهل و
__________________
(١) في بعض النسخ « وضع حمل أن كان بهن ».
(٢) في بعض النسخ « من اسبابهم ».
(٣) تسلق الجدار : تسوره وصعد عليه ، والمتسلق : آلة التسلق. والاصطلام : الاستيصال.