نخالفه في كيفيّة قيامه وظهوره وغيبته.
وأمّا ما مثّل به من البيت والسراج فهو مُنى ، وقد قيل : إنَّ المنى رأس أموال المفاليس ، ولكنّا نضرب مثلاً على الحقيقة لا نميل فيه على حضم ولا نحيف فيه على ضدِّ ، بل نقصد فيه الصواب فنقول : كنّا ومن خالفنا قد أجمعنا على أنَّ فلاناً مضى وله ولدان وله دار وأن الدّار يستحقّها منهما من قدر على أن يحمل باحدى يديه ألف رطل وأن الدّار لا تزال في يدي عقب الحامل (١) إلى يوم القيامة ، ونعلم أنَّ أحدهما يحمل والاخر يعجز ، ثمّ احتجنا أن نعلم من الحامل منهما فقصدنا مكانهما لمعرفة ذلك فعاق عنهما عائق منع عن مشاهدتهما غير أنّا رأينا جماعات كثيرة في بلدان نائية متباعدة بعضها عن بعض يشهدون أنّهم رأوا أنَّ الاكبر منهما قد حمل ذلك ، ووجدنا جماعة يسيرة في موضع واحد يشهدون أنَّ الاصغر منهما فعل ذلك ، ولم نجد لهذه الجماعة خاصّة يأتوا بها ، فلم يجز في حكم النظر وحفيظة الانصاف وما جرت به العادة وصحّت به التجربة ردُّ شهادة تلك الجماعات وقبول شهادة هذه الجماعة والتهمة تلحق هؤلاء وتبعد عن أولئك.
فان قال خصومنا : فما تقولون في شهادة سلمان وأبي ذرّ وعمّار والمقداد لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وشهادة تلك الجماعات وأولئك الخلق لغيره أيّهما كان أصوب؟
قلنا لهم : لامير المؤمنين عليهالسلام وأصحابه امورٌ خَصّ بها وخَصّوا بها دون من بازائهم ، فإنَّ أوجدتمونا مثل ذلك أو ما يقاربه لكم فأنتم المحقّون : أوَّلها أنَّ أعداءه كانوا يقرُّون بفضله وطهارته وعلمه ، وقد روينا ورووا له معنا أنَّه صلىاللهعليهوآله خبر « أنَّ الله يوالي من يواليه ويعادي من يعاديه » فوجب لهذا أن يتّبع دون غيره ، والثاني أنَّ أعداءه لم يقولوا له : نحن نشهد أنَّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أشار إلى فلان بالامامة ونصبه حجّة للخلق وإنّما نصبوه لهم علي جهة الاختيار كما قد بلغك ، والثالث أنَّ أعداءه كانوا يشهدون على أحد أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام أنَّه لا يكذب لقوله صلىاللهعليهوآله : « ما
__________________
(١) يعنى اولاده وأحفاده.