|
الدِّين بهم محفوظاً لا تعترض فيه الشبهة ، وفرائض الله عزَّ وجلَّ بهم مؤدَّاة لا يدخلها باطل ، وأحكام الله ماضية لا يلحقها تبديل ولا يزيلها تغيير. فالرِّسالة والنبوَّة سنن ، ولامامة فرض وفرائض الله عزَّ وجلَّ الجارية علينا بمحمّد لازمة لنا ، ثابتة لا تنقطع ولا تتغيّر إلى يوم القيامة مع أنّا لا ندفع الأخبار الّتي رويت أنَّه كان بين عيسى ومحمّد صلىاللهعليهوآله فترة لم يكن فيها نبي ولا وصي ولا ننكرها ونقول : أنّها أخبار صحيحة ولكنَّ تأويلها غير ما ذهب إليه مخالفونا من انقطاع الأنبياء والائمّة والرسل عليهمالسلام. وإنّما معنى الفترة أنَّه لم يكن بينهما رسولٌ ، ولا نبيٌّ. ولا وصيٌّ ظاهر مشهورٌ كمن كان قبله ، وعلى ذلك دلَّ الكتاب المنزل أنَّ الله عزَّ وجلَّ بعث محمّداً صلىاللهعليهوآله على حين فترة من الرُّسل ، لا من الأنبياء والاوصياء ، ولكن قد كان بينه وبين عيسى عليهماالسلام أنبياء وأئمّة مستورون خائفون ، منهم خالد بن سنان العبسيُّ نبيٌّ لا يدفعه دافع ولا ينكره منكر لتواطيء الأخبار بذلك عن الخاصِّ والعامِّ وشهرته عندهم ، وأنَّ ابنته أدركت رسول الله صلىاللهعليهوآله ودخلت عليه فقال النبيُّ : هذه ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان العبسي ، وكان بين مبعثه ومبعث نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله خمسون سنّة ، وهو خالد بن سنان بن بعيث (١) بن مريطة بن مخزوم ابن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس حدّثني بذلك جماعة من أهل الفقه والعلم : ٣ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضياللهعنه قال : حدّثنا سعد |
__________________
(١) في بعض النسخ « لعيث ». وفي المعارف لابن قتيبة « أتت ابنته رسول الله صلىاللهعليهوآله فسمعته يقرأ « قل هو الله أحد » فقالت : كان أبي يقول هذا.