المسمومة وحنين الجذع وما في بابه ولكن هذه عامّة الاُمّة تقول : إنَّ هذه آيات رواها نفر يسير في الأصل فلم ادَّعيت أنَّ أحداً لا يدفعك عن هذه الدَّعوى؟.
قال الجدليُّ : ولمّا كان هذا هكذا كانت أخبارنا عن آيات نبيّنا صلىاللهعليهوآله كالاخبار عن آيات موسى والاخبار عن آيات المسيح الّتي ادَّعتها النصارى لها ومن أجلها ما ادعوا وكأخبار المجوس والبراهمة عن أيّام آبائهم وأسلافهم.
قلنا : قد عرفنا أنَّ البراهمة تزعم أنَّ لابائهم وأسلافهم أمثالا موجودة ونظائر مشاهدة فلذلك قبلوه على طريق الاقناع ، وليس هذا ممّا تنكره ، وإنّما عرفناه للوجه الّذي من أجله عورض بما عورض به ، فليكن من وراء الفصل من حيث طولب (١).
قال الجدليُّ : وبازاء هذه الفرقة من القطعيّة جماعات تفضلها وجماعات في مثل حالها تروي عمّن يسندون إليه الخبر خبرهم في النص ضدّ ما يروون.
فيقال له : ومن هذه الجماعات الّتي تفضلها؟ وأين هم في ديار الله؟ وأين يسكنون من بلاد الله؟ أو ما وجب عليك أن تعلم أنَّ كتابك يقرء؟ ومن ليس من أهل الصناعة يعلم استعمالك للمغالطة.
قال الجدليُّ : وما كنت أحسب أنَّ امرءاً مسلماً تسمح نفسه بأن يجعل الأخبار عن آيات رسول الله صلىاللهعليهوآله عروضاً (٢) للاخبار في غيبة ابن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليِّ ابن موسى بن جعفر عليهمالسلام ويدّعى تكافؤ التواتر فيهما. والله المستعان.
فيقال له : إنّا قد بينّا الوجه الّذي من أجله ادّعينا التساوي في هذا الباب وعرّفناك أنَّ الّذي نسمّيه الخبر المتواتر هو الّذي يرويه ثلاثة أنفس فما فوقهم وأن الأخبار عن آيات رسول الله صلىاللهعليهوآله في الأصل إنّما يرويها العدد القليل ، والمحنة (٣) بيننا وبينك أن نرجع إلى أصحاب الحديث فنطلب منهم من روى انشقاق القمر وكلام الذِّراع المسمومة وما يجانس ذلك من آياته ، فإنَّ أمكنه أن يروي كلِّ آية من هذه الايات عن عشرة أنفس من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله عاينوا أو شاهدوا فالقول قوله ، وإلّا فإنَّ الموافق
__________________
(١) في بعض النسخ « فليكن من ذكر الفضل ـ الخ ».
(٢) العروض من الكلام فحواه. يقال : « هذه المسألة عروض هذه » أي نظيره.
(٣) في بعض النسخ « والمجنة » وهي الترس.