فقال المقداد : « فهذا والله خير ، وليردّن الحق إلى صاحبه ».
وتساءل سلمان : « فان أبى الرجل ».
فقال أبوذر : « فدعوه إنه ليس ولا صاحباه إلا ثلاثة من المهاجرين. والله لا يراني أبدأً أبايع ابن أبي قحافة وفي الناس ابن أبي طالب ».
وقال عمار : « هذه الأنصار تهم أن تنقض الأمر أمر السقيفة ».
وكان طلحة بحيث يستمع ما دار بين القوم ، فتطوع بإبلاغه أبا بكر ، وأنذر به عمر ، وسارّ به أبا عبيدة.
وابتدر القوم إلى المسجد ، فبدأهم عمربقوله :
« أيها الناس : إن الله قد جمع أمركم على خيركم ، صاحب رسول الله ثاني اثنين إذ هما في الغار » ، فقوموا فبايعوا ، واسترسل أبو بكر في سياسته الوئيدة :
« أما بعد ، فاني قد وليت عليكم ، ولست بخيرّكم ».
وكان هذا إيماء أو تصريحاً بافضلية علي فهو نقطة الانطلاق وكان عليٌّ في هذه اللحظة يسوي قبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمسحاة في يده ، فقال له رجل عندها :
إن القوم قد بايعوا أبا بكر ، ووقعت الخذلة للأنصار لا خذلة اختلافهم ، وبدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفاً من إدراككم الأمر (١).
__________________
(١) ظ : في نصوص هذ الفصل كلاً من :
ابن الأثير / الكامل في التاريخ + ابن حجر / الصواعق المحرقة + ابن سعد / الطبقات الكبرى + الصدوق / الأمالي والخصال + ابن أبي الحديد / شرح نهج البلاغة +