الأوس ، وقنفد مولى عمر ، ولفيف من مسلمة الفتح ، واقتحموا دار فاطمة بنت محمد ، ولوحوا « بالنار » لا حراق البيت على من فيه ، إن لم يخرج عليٌّ فيبايع ، وعمر ينادي ـ فيما يزعم ابن قتيبة ـ :
« والله لتخرجن من الدار إلى البيعة أو لأخرقنها على من فيها ، فيقال له : إن في الدار فاطمة بنت رسول الله ، فيقول : وإن كانت فيها ».
ولا أستطيع بيان ما جرى في هذه اللحظات الثائرة ، ولكني أدعه للزهراء : « يا أبت يا رسول الله ....... ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ».
وتناهى صوتها إلى الجمع ، فبكوا لبكائها ، وتفرقوا عن بيتها ، إلا عمر بزعم ابن قتيبة ، فإنه أقم ، وأخرج علياً ، وذهب به وجماعة إلى المسجد بين يدي أبي بكر؛ وقال عمر : يا علي بايع ، فقال: وإن لم أفعل ، قالوا إذن تقتل ، قال : تقتلون عبد الله وأخاً لرسوله ، قال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخاً لرسول الله فلا ، وابو بكر ساكت؟ فقال له عمر : ألا تأمر فيه بامرك ، قال : لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمه إلى جنبه.
فلحق عليٌّ بقبر رسول الله قائلاً :
« يا ابن أم : إن القوم استضعفوني ، وكادوا يقتلونني ».