الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (١) لم تلبثوا إلا ريثما تسكن نفرتها ، ويسلس قيادها ، ثم أخذتم تورون وقدتها ، وتهيجون جمرتها ، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغويّ ، وإطفاء نور الدين الجليّ ، وإهماد سنن النبيّ الصفيّ ، وتسرون حسواً في ارتغاء ، وتمشون لأهله في الخمر والضراء ، ونصبرمنكم على مثل حزّالمدى ، ووخز السنان في الحشا ، وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لي.
( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (٢)
أفلا تعملون بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته.
ويهاً أيها المسلمون أأغلب على إرثي ، يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي ، لقد جئت شيئاً فرياً ، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ، ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ) وقال فيما اقتص من خبر يحيي بن زكريا عليهالسلام ( فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) (٤) وقال : ( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ ) (٥).
ايها بني قيلة ـ تريد الانصار ـ أأهضم تراث أبي ، وانتم بمرأى مني ومسمع، ومنتدى ومجمع ، تلبكم الدعوة ، وتشملكم الخبرة ، وأنتم ذوو العدد والأداة والقوة ، وعندكم السلاح والجنّة ، توافيكم الدعوة فلا تجيبون ، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون ، وأنتم موصوفون
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ٨٥.
(٢) سورة المائدة ، الآية : ٥٠.
(٣) سورة النمل ، الآية : ١٦.
(٤) سورة مريم ، الآيةان : ٥ ،٦.
(٥) سورة الأنفال ، ألآية : ٧٥.