لأمر المسلمين ، وإيذاناً ؛ باستقرار المناخ السياسي والعسكري ، ومن أبرز مظاهر هذا النصح حينما استشاره عمر في حرب القادسية ، فقد كان من رأي عمر أن يشخص بنفسه لذلك ، فنهاه عليّ عن هذا الرأي ، وثنى عزيمته عنه ، لأنه زعيم العرب ، وسيوجه الفرس قوتهم في درئه واستئصال شأفته ، فأشار عليه بالمرابطة في المدينة ، وتولي قيادة الجيش من هناك ، وتولية من يشاء توليته لامارة الجيش المقاتل ، وإعداد المسلمين لذلك أهبة وسلاحاً ، وهكذا كان ؛ إذ امتثل عمر ذلك ونفذه بدقة.
وعاد علي عليهالسلام قريباً من عمر (رض) في مجلسه وقيادته ، يستشيره ويدنيه ويفضله ، بل عاد كبير مستشاريه عند كل نازلة حتى ظن الناس أنه سيوليه ويعهد إليه من بعده ، ولكن سير الأحداث كان مخيباً لهذا الظن كما سترى ذلك بعد قليل.