تكلف بيت المال مئات الآلاف سنوياً ، وما كان يوصله مروان إلى الحاشية غير معدود بالحساب فبيت المال بيد مروان.
ثانياً : في المجال السياسي والإداري ؛ اشتد غضب المهاجرين والأنصار على مخالفة عثمان لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما قضى من شؤون إدارية ، وأخرى سياسية كان أبرزها :
١ ـ ما تم من إرجاعه للحكم بن أبي العاص ، وكان يؤذي رسول الله ويشتمه ويحكي مشيته مستهزئاً ، ويخلج بأنفه وفمه ويقلد بحركاته النبي ، فالتفت النبي إليه يوماً وأبصر ما يصنع فقال : « كن هكذا ». فبقي إلى أن مات يختلج في مشيته وحركاته.
وأطلع على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو في بعض حجر نسائه اختلاساً ، فخرج إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مغضباً ، وقال : « من عذيري من هذه الوزغة اللعين ، لو أدركته لفقأت عينه ، والله لا يساكنني وولده في بلد واحد ».
وأخرجهم جميعاً إلى الطائف ، فرده عثمان إلى المدينة جهاراً هو وولده وأسرته ، فأنكر ذلك المسلمون ، وعظم عليهم كثيراً ، ولم يكتف عثمان بهذا القرار بل ولاّه صدقات قضاعة فبلغت ثلاثين ألفاً فوهبها له.
وقد رفض ابو بكر وعمر إرجاع الحكم هذا إلى المدينة بشفاعة عثمان ، وقال كل منهما : ما كنت لآوي طريد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٢ ـ وصف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عبد الله بن سعد بن أبي سرح بأنه : عدو الله وعدو رسوله ، وأمر بقتله ولو وجد متعلقاً بأستار الكعبة ، فلما تولى عثمان ولاه على مصر سنة خمس وعشرين وبقي فيها إلى سنة أربع وثلاثين حينما ثار عليه محمد بن أبي حذيفة بن عتبة فتولى عنه إلى عسقلان ، وأقام فيها حتى قتل عثمان.