وهي ابنة خليفتهم الأول ، وكانت تقول محرضة على عثمان : اقتلوا نعثلاً فقد كفر. ونعثل هذا أحد يهود المدينة ، وقد كان مفسداً فاستعارت اسمه لعثمان.
وحينما اشتد الحصار على عثمان ، وعلمت مصيره تهيأت للخروج إلى الحج ، فأسفر عثمان لها مروان وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد فقالا لها : لو أقمت فلعل الله يدفع بك عن هذا الرجل ، فقالت لهما : قد قرنت ، وأوجبت عليّ الحج ، والله لا أفعل ، فقام عنها مروان وصاحبه ، ومروان ينشد :
وحرَّقَ قيسٌ عليَّ البلادَ |
|
فلمَّا أن أضطَرمَت أَحجمَا |
ثم قالت عائشة : يا مروان إني في شك من صاحبك ، والله لوددت أنه في غرائري هذه وأني أطيق حمله حتى ألقيه في البحر.
والتقت عائشة بعبد الله بن عباس فقالت : يا ابن عباس إياك أن ترّد عن هذا الطاغية وأن تشكك الناس في أمره ، فقد بانت لهم مصائرهم ، وتحلبّوا من البلدان لأمر قد حمّ.
وعبد الرحمن بن عوف رئيس مجلس الشورى الذي صفق على يد عثمان وبايعه نيابة عن المسلمين ، يقاطع عثمان ، ويغضب عليه ، ولا يكلمه حتى الموت ، وينكر عليه ما أنكر المسلمون ، ويتزايد على ذلك شدة وصرامة ، وقد وضحت الرؤية لديه في عثمان ، فيأتي إلى الإمام علي حاملاً سيفه ، وهو يقول :
هلم يا علي أحمل سيفك لنجاهد عثمان فلا يلتفت إليه عليّ.
قال الطبري : كان عمرو بن العاص ممن يحرض على عثمان ويغري به ، ولقد خطب عثمان يوماً في أواخر خلافته ، فصاح به