غير مؤامرين لنا في بيعته ، ولم نغضب لعثمان إذ قتل ، ولم نغضب لعلي إذ بويع ، ثم بدا لكم فأردتم خلع علي ، ونحن على الأمر الأول ، فعليكم المخرج مما دخلتم فيه ».
وقال عمران بن حصين « يا طلحة : إنكم قتلتم عثمان ، ولم نغضب له إذ لم تغضبوا ، ثم بايعتم علياً وبايعنا من بايعتم ، فإن كان قتل عثمان صواباً فمسيركم لماذا؟ وإن كان خطأ فحظكم منه الأوفر ».
وبدرهما طلحة بقوله : « يا هذان : إن صاحبكما لا يرى أن معه في هذا الأمر غيره ، وليس على هذا بايعناه ». فخرجا منه وقال أبو الأسود لعمران :
« أما هذا فقد صرح أنه إنما غضب للملك يا عمران ».
وقصدا الزبير ، فسبقهما بقوله : « إن طلحة وإياي كروح في جسدين. وقد كانت منا في عثمان فلتات احتجنا فيها إلى المعاذير ، ولو إستقبلنا من أمرنا ما إستدبرناه نصرناه ».
ويروي ابن أبي الحديد أنهما قالا غير مواربين :
« بلغنا أن في مصركم دراهم ودنانير فأتينا لأستخلاصها » ورجع الرسولان إلى عثمان بن حنيف ، فقال أبو الأسود :
يا ابنَ حنيفٍ قد أُتيتَ فأنفرِ |
|
وطاعن القوم وجالد وأصبرِ |
وإبرُز لهم مستَلئماً فشمّرِ
فقال ابن حنيف : إنا لله وإنا إليه راجعون ، دارت رحى الإسلام ورب الكعبة.
ويرى الطبري أن عثمان بن حنيف عامل أمير المؤمنين على البصرة قد قصدهم بنفسه ، وقال لهم مجتمعين :