« فإذا نزلتم بعدو أو نزل بكم ، فليكن معسكركم في قُبُل الاشراف ، أو سفاح الجبال ، أو أثناء الأنهار ، كيما يكون بكم ردءاً ، ودونكم مردّاً ، ولتكن مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين ، وأجعلوا لكم رقباء في صياصي الجبال ، ومناكب الهضاب ، لئلا يأتيكم العدو من مكان مخافةٍ أو أمن. واعلموا أن مقدمة القوم عيونهم ، وعيون المقدمة طلائعهم ، وإياكم والتفرق ، فإذا نزلتم فانزلوا جميعاً ، وإذا ارتحلتم إرتحلتم جميعاً ، وإذا غشيكم الليل فاجعلوا الرماح كفة ، ولا تذوقوا النوم إلا غِراراً ، أو مضمضمة ».
فإذا قامت الحرب على ساق ، والتقت حلقتا البطان ، وجدت علياً على رأس الجيش ، وذو الفقار بيده ، وهو يقول : « اللهم إليك أفضت القلوب ، ومدّت الأعناق ، وشخصت الأبصار ، ونقلت الأقدام ، وأنضيت الأبدان.
« اللهم قد صرح مكنون الشنّان ، وجاشت مراجل الأضغان ، اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا ، وكثرة عدونا ، وتشتت أهوائنا. ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ».
وهذا المجال متسع في إدارة الإمام العسكرية ، وما أوردناه كان على سبيل المثال والتنظير ، ليقاس عليه ما سواه :
وإذ انتهى علي عليهالسلام من هذا بقي عليه تدبير شؤون الأقاليم في اصطناع الولاة ، وإدارة اقتصاد البلاد في الصدقات والخراج ، وإقامة سنن العدل في المواساة والمساواة. وكان الإمام حريصاً على هذه القيم كل الحرص وأشدّه.
فمن كتاب توجيهي لبعض عماله يدعوه فيه إلى الرفق فيما الرفق