شعاع ، فقد صرت جسراً لمن أراد الغارة من أعدائك على أوليائك ، غير شديد المنكب ، ولا مهيب الجانب ، ولا سادٍ ثغرة ، ولا كاسر لعدو شوكة ، ولا مغن عن أهل مصره ، ولا مجز عن أميره ».
ومن كتاب له عليهالسلام إلى قثم بن العباس عامله على مكة ، يوصيه بالحزم واليقظة ، ويلزمه بالقصد والإعتدال ، بعد أن أعلمه عينه بالمغرب أن معاوية وجه إلى الموسم طائفة من المخربين ، قال : « فأقم على ما في يديك قيام الطبيب الحازم ، والناصح اللبيب ، التابع لسلطانه ، المطيع لإمامه ، وإياك وما يعتذر منه ، ولا تكن عند النعماء بطراً ، ولا عند البأساء فشلاً. والسلام ».
وقد بلغته عن بعض عماله بعض الهنات في احتجان المال ، وتجريد الأرض ، وخيانة الأمانة ، فكتب إليه محذّراً ومنذّراً ومحاسباً :
« أما بعد : فقد بلغني عنك أمر إن كنت فعلته فقد أسخطت ربك ، وعصيت إمامك ، وأخزيت أمانتك ، بلغني أنك جردت الأرض فأخذت ما تحت قدميك ، وأكلت ما تحت يديك ، فأرفع إليّ حسابك ، واعلم أن حساب الله أعظم من حساب الناس والسلام ».
وكان الإمام عليهالسلام حريصاً على توجيه عماله الوجه الذي يريده الله ، رأفة بالرعية ، ورعاية لسنن العدل ، فطالما كان يوصي عماله على الصدقات بوصايا جليلة منها :
« انطلق على تقوى الله وحده لا شريك له ، ولا تروعّن مسلماً ، ولا تجتازن عليه كارهاً ، ولا تأخذن منه أكثر من حق الله في ماله ، فإذا قدمتَ على الحي فانزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم ، ثم امض إليهم بالسكينة والوقار ، حتى تقوم بينهم فتسلم عليهم ... ».