١٢ ـ المهمات القيادية السياسية والتعليمات العسكرية لأمير المؤمنين.
١٣ ـ تهذيب النفس الانسانية لدى الامام في إرادة الحكم الأسلامي.
١٤ ـ عليٌّ ومناوؤه حتى إستشهاد الامام.
وكل ما أخلص إليه في هذا الفصل : أن الامام إستقبل الأحداث وجهاً لوجه ، وأرسى المفهوم الاسلامي المشرق للحكم والحاكم ، فلم يكن مهادناً في ذات الله ، ولا متخاذلاً في أمر الله ، ولا مجاملاً في تنفيذ حكم الله ، وقد كلفّه هذا الاتجاه المستقيم كثيراً من العناء والبلاء ، حتى خاض غمار ثلاثة حروب دامية ، ما إنتصر بها لنفسه ، وإنما إنتصر بها لمبدئه.
ولقد إحتاط لنفسه ودينه وللمسلمين ، فما عطل حكماً ، ولا إحتجن مالاً ، ولم يسرف في شيء أبداً ، فأحتفل به المحرومون ، ورفضه الأرستقراطيون ، وسير من القيم والمثل العليا ما جعله في مصاف الخالدين. وزهد في الحياة بما جعله كأحد الناس له ما لهم وعليه ما عليهم ، وطبق سنن العدل والمساواة حتى إبتعد عنه الأنتهازيون ، وإختلف عليه الأقربون ، وبقي في كوكبة قليلة من القادة والأنصار ، وأبقى على فئة صالحة من الرساليين ، وتفرق عنه الناس يميناً وشمالاً ، وهو القائل : « ما أبقى لي الحقّ من صديق ».
وإحتضن معاوية أصحاب المطامع ، وإشترى الذمم والضمائر ، ولكنه الباطل الذي يتلاشى في جولته أمام الحق في صولته ، فالامام خالدٌ ما دامت السماوات والأرض ، ومناوؤه في مزبلة التأريخ تُصبُّ