النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويتجه ابن قميئة إلى مصعب بن عمير فيضرب يده اليمنى فيقطعها ، ويأخذ اللواء باليسرى فيقطعها ، ويضمه إلى عضديه ، فينفذ الرمح في صدره ، ويقتل مصعب ويسقط لواء المسلمين ، ويرفعه عليٌ ، والقتل فاش في المسلمين ، ورحى الحرب تدور بهم ، فتستأصل شأفتهم ، وقد احتوش المشركون حمزة بن عبد المطلب ، ويرميه وحشي بمزراق فيثبته ، ويقتل في المعركة ، وتدّب إليه هند بحنقها وحقدها ،فتقطع أفنه وأذنيه وتقتلع عينيه ، وتشق بطنه وتستخرج كبده فتلوكها.
وحمي الوطيس ، وفرّت الرجال عن النبي إلا بضعاً منهم ، وباشر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يومئذٍ القتال بنفسه ، فرمى بالنبل حتى فنيت نبله ، وأنكسرت سية قوسه ، وأدميت جبهته ، وأصيبت رباعيته ، وأقبلت كتائب المشركين على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تزحف نحو رسول الله ، وقد كثر الفرار بين يديه من أصحابه ، وكانت كتيبة بني كنانة أشدّها عليه ، فالتفت رسول الله إلى علي وقال : ياعلي اكفني هذه الكتيبة ، فحمل عليها وإنها لتقارب خمسين فارساً ، وعليٌ راجل فما زال يضربها بالسيف حتى تتفرق عنه ثم تجتمع عليه هكذا مراراً ، حتى قتل بني سفيان بن عوف الأربعة ، وسواهم إلى تمام العشرة ، ممن لا يعرف اسمه ، فقال حبرائيل عليهالسلام لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا محمد : إن هذه المواساة لقد عجبت الملائكة من مواساة هذا الفتى ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وما يمنعه وهو مني وأنا منه ، فقال حبرائيل ، وأنا منكما.
وأشتد القتال على علي ، وهو يذب بالسيف عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فنادى جبرائيل من قبل السماء :
لا سيف إلا ذو الفقار |
|
ولا فتى إلا عليّ |