وذكر عليٌّ عليهالسلام ، يوم أحد وهجمة الكتائب على الرسول ، فقال :
« لقد رأيتني يومئذٍ وإني لأذبّهم في ناحية ، وإن أبا دجانة لفي ناحية يذبّ طائفة منهم ، حتى فرّج الله ذلك كله ، ولقد رأيتني ، وانفردت منهم يومئذٍ فرقة خشناء فيها عكرمة بن أبي جهل ، فدخلت وسطهم بالسيف فضربت به ، وأشتملوا عليّ حتى أفضيت إلى آخرهم ، ثم كررت فيهم الثانية حتى رجعت من حيث جئت ، ولكن الأجل استأخر ، ويقضي الله أمراً كان مفعولاً ».
وقتل عليٌ مضافاً لهذا جملة من علية القوم كأبي الحكم بن الأخنس بن شريق ، وأمية بن أبي حذيفة وسواهما بعد خطوب ومعارك حامية.
ولم يكن القتال وحده كل همّه في أحد ، بل كان عين رسول الله الساهرة في أحداثها ، فهو الذي التمس حمزة لرسول الله فوجده قتيلاً ، وهو أول الستة أو الأربعة عشر الذين ثبتوا مع رسول الله ليس غير ، وهو أول المبايعين الثمانية لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على الموت ، وهو أول الواقفين إلى حنب رسول الله من بداية الحرب إلى نهايتها.
وتحاجز الفريقان ، وقال أبو سفيان : أعل هبل ، يوم بيوم بدر ، فأجيب :
الله أعلى وأجل.
وإستردّت قريش بعض أنفاسها بهذا النصر الموقوت ، ولم تشأ أن توغل في الاثم فتبقى أكثر مما بقيت ، أو تقاتل أكثر مما قاتلت ، فما يدريها فلعل الدائرة تكون عليها ، فتركت المعركة جانباً ، واكتفت بما