بينه وبين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عهد فعهده إلى مدته ، ومن لم يكن له عهد فأجله إلى أربعة أشهر.
ولك أن تتصور حالة العتاة من العرب ، والطغاة من قريش ، وهم يستمعون هذا النداء الصارم ، ويشهدون هذا اليوم الفاصل ، وهم يرون البيت بيتهم والحرم حرمهم ، وإذا بهم يطردون عنه وإلى الأبد.
ولئن كان علي عليهالسلام في هذا الموقف نائباً لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد كان عليٌ نفس رسول الله في حادثة مباهلة نصارى نجران بإجماع المؤرخين ، فقد طلبوا إلى النبي المباهلة ، أو طلب إليهم النبي المباهلة؛ فكان النداء الإلهي في القرآن العظيم مجلجلاً : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (١).
فخرج النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، فما باهلهم نصارى نجران لما علموا من الحق وإن كتموه. وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذا :
« والله لو باهلونا لأضطرم عليهم الوادي ناراً ».
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ٦١.