التي لا تليق بمثله من العلماء الأطياب» (١).
وإذا درسنا النتاج العلمي في الفترة التي توسّعت فيها الحركة الأخبارية في أواخر القرن الحادي عشر وخلال القرن الثاني عشر وجدنا اتّجاهاً نشيطاً موفّقاً في تلك المدّة إلى جمع الأحاديث وتأليف الموسوعات الضخمة في الروايات والأخبار ، ففي تلك المدّة كتب الشيخ محمد باقر المجلسي قدسسره ـ المتوفّى سنة ١١١٠ ه ـ كتاب البحار وهو أكبر موسوعةٍ للحديث عند الشيعة ، وكتب الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي قدسسره ـ المتوفّى سنة ١١٠٤ ه ـ كتاب «الوسائل» الذي جمع فيه عدداً كبيراً من الروايات المرتبطة بالفقه ، وكتب الفيض محسن القاساني ـ المتوفّى سنة ١٠٩١ ه ـ كتاب «الوافي» المشتمل على الأحاديث التي جاءت في الكتب الأربعة ، وكتب السيّد هاشم البحراني ـ المتوفّى سنة ١١٠٧ ه أو حوالي ذلك ـ كتاب «البرهان» في التفسير جمع فيه المأثور من الروايات في تفسير القرآن.
ولكنّ هذا الاتّجاه العامّ في تلك الفترة إلى التأليف في الحديث لا يعني أنّ الحركة الأخبارية كانت هي السبب لخلقه ، وإن كانت عاملاً مساعداً في أكبر الظنّ ، بالرغم من أنّ بعض أقطاب ذلك الاتّجاه لم يكونوا أخباريّين ، وإنّما تكوّن هذا الاتّجاه العام نتيجةً لعدّة أسباب ، ومن أهمّها : أنّ كتباً عديدةً في الروايات اكتشفت خلال القرون التي أعقبت الشيخ لم تكن مندرجةً في كتب الحديث الأربعة عند الشيعة ، ولهذا كان لا بدّ لهذه الكتب المتفرّقة من موسوعاتٍ جديدةٍ
__________________
(١) الحدائق الناضرة ١ : ١٧٠