مكسورة الراء خفيفة ، كل هذا لغات ، وهو ما تراه المرأة من [بقية] محيضها من صفرة أو بياض ، قبل أو بعد.
وأما البصر بالعين فهو رُؤْيَة ، إلا أن تقول : نظرت إليه رأي العين وتذكر العين فيه.
وما رأيته إلا رَأْيَة واحدة ، قال ذو الرمة (١٢٣) :
إذا ما رَآهَا رَأْيَة هيض قلبه |
|
بها كانهياض المتعب المتتمم |
والعرب تحذف الهمزة فيما غير من الفعل في قولك : ترى ويرى ونرى وأرى ونحوه ، وفيما زاد من الفعل في أفعل ، واستفعل ، وتهمز فيما سوى ذلك إلا أنهم يقولون : أَرْأَتِ الناقة والشاة أي : استبان حملها. وتقول للذي يُرِيكَ شيئا فهو مُرْءٍ والناقة مُرْئِيَة ، وإن شئت خففت ولينت الهمزة ، والشاعر إذا احتاج إلى تثقيلة ثقل ، كما قال :
وأبدت البيض الحسان أسوقا |
|
غير مَرِيَّات ولكن فرقا (١٢٤) |
وتقول رَأَّيْتُ فلانا تَرْئِيَة إذا رأيته المرآة لينظر فيها.
واعلم أن ناسا من العرب لا يرون أن يهمزوا الهمزة الأولى من الرئاء كراهية تعليق ألف بين همزتين ، ولذلك قالوا : ذؤابة فهمزوا ، ثم جمعوا الذوائب بلا همز كراهية (الذآئب) ، وأما من همز الرئاء فمن أجل المدة التي بعد الألف ليس من بعدها شيء يعتمد عليه فقد يسقط في الوقوف ، وفي اضطرار الشعر فيما يقصرون من الممدود ، ولذلك جاز الهمز فيها ولم يجز في الذوائب.
__________________
(١٢٣) ديوانه ٢ / ١١٧٣ برواية : اذا نال منها نظرة ....
(١٢٤) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول فيما تيسر من مظان.