والرِّيُ : ما أريت القوم من حسن الشارة والهيئة ، قال جرير :
وكل قوم لهم رِيٌ ومختبر |
|
وليس في تغلب رِيٌ ولا خبر |
وتقول : أَرِنِي يا فلان ثوبك لِأَرَاه ، فإذا استعطيته شيئا ليعطيكه لم يقولوا إلا أَرْنَا بسكون الراء ، يجعلونه سواء في الجمع والواحد والذكر والأنثى كأنها عندهم كلمة وضعت للمعاطاة خاصة ، ومنهم من يجريها على التصريف فيقول : أَرْنِي وللمرأة أَرِينِي ، ويفرق بين حالاتهما ، وقد يقرأ : أَرْنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا (١٢٥) على هذا المعنى بالتخفيف والتثقيل ، ومن أراد معنى الرؤية قرأها بكسر الراء ، فأما أَرِنَا (اللهَ جَهْرَةً)(١٢٦) و (أَرِنا مَناسِكَنا)(١٢٧) فلا يقرأ إلا بكسر الراء.
واعلم أن ناسا من العرب لما رأوا همزة (يرى) محذوفة في كل حالاتها حذفوها أيضا من (رأى) في الماضي وهم الذين يقولون : ريت.
[وفلان يَتَرَاءَى برأي فلان إذا كان يرى رأيه ويميل إليه ويقتدي به](١٢٨).
فأما التَّرَائِي في الظن فإنه فعل قد تعدى إليك من غيرك ، فإذا جعلت ذلك في الماضي وأنت تريد به معنى ظننت قلت : رُئِيتُ. ومنهم من يحذف الهمزة منها أيضا فيكسر الراء ، ويسكن الياء. فيقول :
__________________
(١٢٥) سورة فصلت ٢٩.
(١٢٦) سورة النساء ١٥٣.
(١٢٧) سورة البقرة ١٢٨.
(١٢٨) مما أخذه الأزهري من العين في التهذيب ١٥ / ٣٢٥.