ونهلا ، وأهلها شرار ، أضلعهم بالظماء (١٤٦) حرار. لا تلفى بها نغبة (١٤٧) ماء ، ولا تعدم (١٤٨) مشقة ظماء ، ولا تتوج أفقها الا فى الندرة قزعة سماء.
١٧ ـ «برشانة» (١٤٩)
قلت : فبرشانة؟
قال : حصن مانع ، وجناب يانع ، أهلها أولو عداوة لاخلاق البداوة ، وعلى وجوههم نضرة وفى أيديهم نداوة ، يداوون بالسلافة (١٥٠) علل الجلافة ، (ويؤثرون علل التخلف على لذة الخلافة) (١٥١) ، فأصبح ربعهم ظرفا ، قد ملئ ظرفا ، فللمجون به بسوق ، وللفسوق ألف سوق ، تشمر به الاذيال عن سوق. وهى تبين بعض بيان عن أعيان ، وعلى وجوه نسوانها طلاقة ، وفى ألسنتهم ذلاقة ، ولهن بالسفارة (١٥٢) فى الفقراء علاقة. (١٥٣) الا أن جفنها ليس بذى سور يقيه مما يتقيه ، ووغدها يتكلم بملئ فيه ، وحليمها يشقى بالسفيه ، ومحياها تكمن حية الجور فيه.
__________________
(١٤٦) فى نسختى (س ، ر) «بالظمإ» وهكذا أوردها «سيمونيت» ، ولعل الصواب فى نسختنا.
(١٤٧) النغبة : بالتشديد مع الفتح أو الضم ، بمعنى الجرعة من الماء.
(١٤٨) فى نسخة (س) «ولا يعدم».
(١٤٩) هى «Purchena وتقع على نهر المنصورة ، تتبع ولاية «المرية» ، ويوجد مكان آخر بهذا الاسم بولاية «جيان».
انظر «الروض المعطار» للحميرى ص ٥٢ حاشية ١.
(١٥٠) السلافة : أفضل أنواع الخمر ، اذ هى السائل قبل العصير.
(١٥١) هذه العبارة زائدة فى النسخ الاخرى ، والعلل هو الشرب للخمر المرة تلو المرة ، فأهل المدينة يؤثرون ذلك على لذة الملك.
(١٥٢) فى نسختى (س ، ر) «عن» ، وهو أصوب وأنسب.
(١٥٣) كناية عن اشتغال بعض نسائها بالقوادة.