موصوف ، برفيع ثياب الصوف ، وبه تربة الشيخ أبى محمد صالح (٩٩). وهو خاتمة المراحل ، لمسورات ذلك الساحل. لكن ماءه قليل ، وعزيزه ـ لعادية من يواليه من الاعراب ـ ذليل (١٠٠).
١١ ـ «مراكش» (١٠١)
قلت : فمدينة مراكش؟
قال : فتنفس الصعداء ، وأسمع البعداء ، وقال : درج الحلى ، وبرج النير الجلى ، وتربة الولى ، وحضرة الملك الاولى ، وصرح الناصر الولى. ذات المقاصير (١٠٢) والقصور ، وغابة الاسد الهصور ،
__________________
(٩٩) هو أحد رواد الطرق الصوفية ، عاش فى أوائل القرن السابع الهجرى ، كان يرأس ـ بهذه البلاد ـ جمعية لتيسير الحج ، لحراسة القوافل الذاهبة الى الاراضى المقدسة.
(١٠٠) كناية عن كثرة السطو على الموسرين بالمدينة من قبل الاعراب المجاورين لها.
(١٠١) هى بالاسبانية «Marraquex» تبعد عن الرباط بمسافة ٣٢٦ كم ، عاصمة الجنوب بالمغرب ، أسسها يوسف بن تاشفين أعظم ملوك المرابطين عام ٤٥٤ ه ـ ١٠٦٢ م ، كما بنى بها مسجده المعروف باسم «جامع يوسف».
استمرت عاصمة للموحدين كما كانت عاصمة للمرابطين ، ولكن بنى مرين تحولوا عنها الى فاس ، ففقدت مراكش من يومها مركزها السياسى ، وقد شيد بها الموحدون جامع الكتبية بمنارته الشهيرة ، كما أن بها من آثار السعديين مقابرهم العظيمة. وتشتهر المدينة بصناعة الجلد والصباغة والنحاس ، والمنسوجات الوطنية ، والزرابى. وخارجها مزارع الزيتون ، وواحات النخيل الشاسعة ، تحوطها جبال الاطلس التى تكسوها الثلوج شتاء. وللعلويين بها جنان أكدل التى أنشأها عبد الرحمن بن هشام العلوى ، وبها ضريح القاضى عياض ، وأبو العباس السبتى ، وأبو القاسم السهيلى ، ومحمد بن سليمان الجزولى.
راجع : البغدادى فى «مراصد الاطلاع ، على أسماء الامكنة والبقاع» ج ٣ ص ١٢٥١. وكذا : J.Leon.Op.Cit.P. ٦٧ ـ ٦٨.
(١٠٢) المقاصير : ج مقصورة ، وهى الدار الواسعة المحصنة.