وحماه عدو كل خف وحافر ، فلولا ساكنه لم ينبس يوم فخر ، ولم ينم الا الى صخر (٩٦).
١٠ ـ «آسفى» (٩٧)
قلت : فرباط آسفى؟
قال : لطف خفى ، وجناب حفى ، ووعد وفى ، ودين ظاهره مالكى ، وباطنه حنفى. الدماثة والجمال ، والصبر (١٢٢ : ب) والاحتمال ، والزهد والمال ، والسذاجة والجمال (٩٨). قليلة الاحزان ، صابرة على الاختزان ، وافية المكيال والميزان ، رافعة اللواء ، بصحة الهواء. بلد
__________________
(٩٦) كناية عن أنها بلدة شبه منقطعة عن سواها ، لوعورة الطرق اليها ، كما أسلف فى وصفها ، وهو يورى بصخر المبكى عليه من أخته الخنساء بنت عمرو بن الشريد السلمية ، عاش صخر هذا فيما بين القرنين السادس والسابع الميلادى ، وخرج فى احدى الغزوات ، فقاتل حتى أصابه جرح فمات ، فحزنت عليه أخته أكثر من حزنها على أخيه معاوية ، الذي توفى قبله ، لما للاول من أياد كريمة عليها. ولها ديوان خاص فى رثاء صخر ، فمن قولها فيه ترثيه :
وان صخرا لتأتم الهداة به |
|
كأنه علم على رأسه نار |
جلد جميل المحيا كامل ورع |
|
وللحروب غداة الروع مسعار |
حمال الوية ، هباط أودية |
|
شهاد أندية ، للجيش جرار |
راجع : الموجز فى الادب العربى وتاريخه ، نشر دار المعارف ج ١ ص ٢٠٤ ،
(٩٧) رباط آسفى : هى «Safi» مدينة على ساحل المحيط الاطلنطى بالمغرب ، وهى أصلا مؤسسة برتغالية ، كادت تندثر عندما غادرها مؤسسوها ، ولم يبق من آثارهم فيها غير حصن عظيم ، وثكنة ، وقصر يسمى «دار البحر» ، وترتكز ثروة آسفى على صيد الاسماك ، فهى من أهم مراسى الصيد للسردين فى العالم ، ومن مرسى آسفى يصدر الفوسفات المستخرج من مناجم «كشكاط» ، وتبعد المدينة عن الدار البيضاء بمسافة ٢٥٢ كم.
(٩٨) فى نسخة أخرى «والجلال» وهو أنسب.