٢٧ ـ «الحمة» (٢٠٦)
قلت : فالحمة؟
قال : أجل ، الصيد (٢٠٧) والحجل ، والصحة (٢٠٨) وان كان المعتبر (١١٢ : ب) الاجل ، وتورد الخدود وان لم يطرقها الخجل. والحصانة عند الهرب من الرهب ، والبر كأنه قطع الذهب. والحمة التى حوضها يفهق (٢٠٩) بالنعيم ، مبذولة للخامل والزعيم ، تمت ثنيتها بالنسب الى ثنية النعيم. قد ملأها الله اعتدالا ، فلا تجد الخلق اعتياضا عنها ولا استبدالا ، وأنبط صخرتها الصماء عذبا زلالا ، قد اعتزل الكدر اعتزالا. لكن مزارعها لا ترويها الجداول ، ولا ينجدها الا الجود المزاول (٢١٠) ، فان أخصب العام أعيا (٢١١) الطعام ، وان أخلف الانعام ، هلكت الناس بها والانعام. والفواكه يطرف بها الجلب ، وتزر عليها العلب ، وعصيرها لا يليق بالأكل ولا يصلح للحلب ، وبردها شديد وان لم يقض به المنقلب.
__________________
(٢٠٦) الحمة : هى Alhama بلدة صغيرة تقع قرب مدينة بجانة من أعمال المرية ، وقد أطلق عليها العرب هذا الاسم نسبة الى العين الحارة الموجودة بها ، والتى هى مقصد كثير من ذوى العلل والاسقام.
كما يقصد السياح اليوم هذه المدينة للاستشفاء بعينها ، وما تزال بها الحمامات العربية والعين حتى الآن.
راجع : الحميرى فى «الروض المعطار» ص ٣٩ ، وابن بطوطة فى رحلته ج ٢ ص ١٨٧.
(٢٠٧) فى نسخة أخرى «الصحة».
(٢٠٨) فى نسخة (س) «والصيد» ، وهو ما لا يتناسب والسياق بعد.
(٢٠٩) يفهق : يعمر.
(٢١٠) الجود المزاول : المطر الغزير المعالج.
(٢١١) يحتمل معنى (أعيا الطعام) أعجز الناس عن حمله لكثرته ومفرته متى أخصب العام.