(١٢٥ : ب) فهى كتيبته المحشودة. الى بعد الاقطار ، وعياث الميازب أوقات الامطار ، والاشتراك فى المساكن والديار ، على الموافقة والاختيار ، وتجهم الوجوه للغريب ، ذى الطرف المريب ، وغفلة الاملس عن الجريب (١٣٦) ، ودبيب العقارب ، أرسالا كالقطا القارب (١٣٧). وأهلها يرون لانفسهم مزية الفضل ، ويدينون فى مكافأة الصنائع البالغة بالعضل (١٣٨). يلقى الرجل أبا مثواه فلا يدعوه الى بينه ، ولا يسمح (١٣٩) له ببقله ولا زيته (١٤٠) ، فلا يطرق الضيف حماهم ، ولا يعرف اسمهم ولا مسماهم ، (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ،) وقليل ما هم (١٤١). ومقبرتهم غير نابهة ، وأجداثها غير متشابهة ، مشربة حيوان ، ومشبعة جرذان ، غير وان (١٤٢).
١٥ ـ آقر سلوين (١٤٣)
قلت : فما تقول فى آقر سلوين؟
قال : واد عجيب ، وبلد لداعى الايناع مجيب ، مخضر الوهاد ، كثير شجر الجوز والزيتون ، كنفته الجبال الشم ، وحنا عليه الطود كما تحنو
__________________
(١٣٦) كناية عن أن أهل المدينة يتميزون ومعروفون ، والغريب حينئذ ظاهر بينهم مهمل ، لا يلقونه كما يلقون بعضا.
(١٣٧) القطا القارب : القطا الذي يطلب الماء ليلا.
(١٣٨) العضل : بفتح العين وسكون الضاد ، الشدة.
(١٣٩) فى نسختى (ط ، س) «ولا يسمع» ، وهو ما لا يتناسب والسياق.
(١٤٠) فى نسخة (ط) «ولا بزيته» ، وهو أوفق للعطف باعادة الجار.
(١٤١) اقتباسا من قوله تعالى : (قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ ، وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ ، وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ ، فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ ، وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ) سورة ص ، آية : ٢٤.
(١٤٢) غير وان : غير مقصر.
(١٤٣) آقر سلوين : يحتمل أن يكون المراد بها قصبة سلوان ، حيث تقطن قبائل «بنى يطفتى» ، بالريف شمال المغرب.