الثائر به خطرة وجله ، الا من أجله. طالما فزعت اليه نفوس الملوك الاخائر بالذخائر ، وشقت عليه أكياس المرائر فى الضرائر. وبه الاعناب التى راق بها الجناب ، والزياتين ، واللوز والتين ، والحرث الذي له التمكين ، والمكان المكين. الا أنه عدم سهله (٨٩) ، وعظم جهله ، فلا يصلح فيه الا أهله.
٨ ـ «المنكب» (٩٠)
قلت : (١٠٥ : أ) فالمنكب؟
قال : مرفأ السفن ومحطها ، ومنزل عباد المسيح ومختطها. بلدة معقلها منيع ، وبردها صنيع ، ومحاسنها غير ذات تقنيع. والقصر المفتح الطيقان ، المحكم الاتقان ، والمسجد المشرف المكان ، والاثر المنبئ عن كان وكان ، كأنه مبرد واقف ، أو عمود فى يد مثاقف. قد أخذ من الدهر الامان ، وتشبه بصرح هامان (٩١) ، وأرهفت جوانبه بالصخر المنحوت ، وكاد أن يصل (ما) بين الحوت والحوت (٩٢). غصت
__________________
(٨٩) يرمى بهذه الكناية الى سوء خلق أهل البلد.
(٩٠) المنكب : مرفأ ساحلى مرتفع ، يقع جنوب شرق الاندلس بمقاطعة غرناطة ، يدعى الآن «Almunecar وقد نزل الامير الاموى عبد الرحمن بن معاوية بهذا الميناء عند دخوله الاندلس فى ربيع الاول ١٣٨ ه ـ سبتمبر ٧٥٥ م ، وهذا الامير هو الذي عرف بعدئذ بلقب «الداخل».
راجع : الادريسى فى «نزهة المشتاق» ـ ص ١٩٩ ـ نشر دوزى ١٨٦٦ م ، وكذا «الروض المعطار للحميرى ص ١٨٦.
(٩١) يرمى الى الصرح الذي أمر فرعون وزيره هامان بتشييده له ، فى قوله تعالى : «وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من اله غيرى ، فأوقد لى يا هامان على الطين ، فاجعل لى صرحا لعلى أطلع الى اله موسى ، وانى لأظنه من الكاذبين» القصص : ٣٨.
(٩٢) يعنى بالحوت الاول : السمك ، وبالآخر : نجم ، كناية عن عظم ارتفاع القصر.