٦ ـ «سلا» (٧٠)
قلت : فمدينة سلا؟
قال العقيلة المفضلة ، والبطيحة المخضلة ، والقاعدة المؤصلة ، والسدرة المفصلة. ذات الوسامة والنضارة ، والجامعة بين البداوة والحضارة. معدن القطن والكتان ، والمدرسة والمارستان ، والزاوية كأنها البستان ، والوادى المتعدد الاجفان ، والقطر الآمن عند الرجفان ، والعصير العظيم الشأن ، والاسوق الممتازة حتى برقيق الحبشان. اكتنفها المسرح ، والخصب الذي لا يبرح ، والبحر الذي يأسو ويجرح ، وشقها الوادى يتمم محاسنها ويشرح.
وقابلها الرباط (٧١) ، الذي ظهر به ـ من المنصور ـ الاغتباط ، حيث القصبة والساباط (٧٢) ، ووقع منه بنظرة الاعتباط ، فاتسع الخرق
__________________
(٧٠) هى Sale مدينة موازية لوادى أبى الرقراق الذي يفصلها عن مدينة الرباط العاصمة ، يعتقد بأنها تأسست فى القرن الحادى عشر الميلادى ، ويرى بعض المؤرخين أنها مدينة رومانية قديمة ، نالت عناية بنى مرين فسوروها ، وأنشأوا بها كثيرا من المرافق العامة ، وتعتبر عمارتها نموذجا للفن المغربى الرائع فى القرنين الثالث عشر والرابع عشر ، ولسلا شهرة صناعية تجارية فى الجلد والاوانى النحاسية والحديدية ونسج الزرابى والطرز وصناعة الحصر ، وهى المدينة التى بقى فيها ابن الخطيب منفيا لمدة ثلاث سنوات تقريبا (٧٦٠ ـ ٧٦٣ ه / ١٣٥٨ ـ ١٣٦١ م) حيث ألف بها كتابه هذا ضمن ضمن كتب أخرى ، حينما جاء الى المغرب مع سلطان غرناطة المخلوع «الغنى بالله محمد الخامس ابن الاحمر».
راجع : المعجم للحموى ج ١٠ ص ٢٣١.
(٧١) الرباط : «Rabat» هى عاصمة المغرب الادارية ، وقد أسسها الخليفة المنصور أبو يوسف بن عبد المؤمن ، (٥٥٤ ه ٥٩٥ ه) (١١٥٩ ـ ١١٩٨ م) أشهر ملوك الموحدين ، وسماها «رباط الفتح» ، وهى مدينة الابواب العظيمة ، أقامها الموحدون ، فقد كانت رباطهم العسكرى ، كما أن بها صومعة حسان الشامخة البتراء ، تشرف على المدينة وعلى بقايا أطلال المسجد ، وهذه الصومعة من طراز الكتبية بمراكش والخير الدا بأشبيلية.
راجع : «السلاوى» فى الاستقصاء ج ١ ص ١٦ ـ ١٨١.
(٧٢) الساباط : سقيفة بين دارين تحتها طريق.