والبهاء ، والمقاصير والابهاء (١١٥). الا أن طينها ضحضاح (١١٦) ، لذى الظرف فيه افتضاح ، وأزقتها لا يفارقها القذر ، وأسواقها يكثر بها الهذر ، (وعقاربها لا تبقى ولا تذر) (١١٧) ، ومقبرتها لا يحتج (١٢٤ : أ) عن اهمالها ولا يعتذر.
١٤ ـ «فاس» (١١٨)
قلت : فمدينة فاس؟
فقال :
رعى الله قطرا ينبت الغنى |
|
وآفاقه ظل على الدين ممدود |
نعم العرين ، لاسود بنى مرين ، ودار العبادة التى يشهد بها
__________________
(١١٥) الابهاء ، ج بهو ، وهو : قاعة الاستقبال.
(١١٦) يعنى انتشار الاوحال فى طرقات المدينة.
(١١٧) زيادة فى نسختى س ، ط.
(١١٨) فاس : هى بالاسبانيةFez أسسها المولى ادريس الثانى عام ٨٠٨ م ، فهى أقدم عواصم المغرب التاريخية ، وتبعد عن «الرباط» العاصمة الادارية حاليا بنحو مائتى كم ، وقد عاصر مؤسسها الامير الاموى الحكم بن هشام بالاندلس ، وهو الذي كان قد نفى وشرد معظم سكان ضاحية الربض فى قرطبة ، اثر الموقعة الشهيرة التى تغلب فيها على هؤلاء الثائرين (٢٠٢ ه ـ ٨١٧ م) فلجأ الربضيون الى فاس ، وفيها أحيوا الصناعات المختلفة ، وطبعوا المدينة بطابع الفن الاندلسى ، ولا سيما فى المعمار ، حتى سميت فاس لذلك «مدينة الاندلسيين». أما «مدينة القرويين» فهى الضاحية التى عمرها سكان المغرب الادنى ، بعد أن وفدوا من القيروان ، وحيث بنى بها «جامع القرويين» ، الذي أسسته السيدة فاطمة الفهرية الادريسية ، وهو الآن يمثل أقدم جامعات العالم ، ويؤمها الطلاب من كل حدب وصوب.
وتجدر الاشارة الى أن مركز فاس السياسى قد تضاءل فى عصر المرابطين ثم الموحدين ، الذين اتخذوا من مراكش عاصمة ، حتى تغلب بنو مرين فأعادوا الى فاس سابق مجدها ، باتخاذهم اياها العاصمة. أما «فاس الجديد» فهى التى بناها الامير أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق المرينى عام