بيض الوجوه ، غلتهم الحرير ، ومجادتهم غنية عن التقرير. الا أن متبوأها بسيط مطروق ، وقاعدتها فروق (١١٦) ، ووتدها مفروق (١١٧) ، ومعقلها خرب ، كأنه أحدب جرب ، ان لم ينقل اليه الماء ، برح به الظماء ، ولله در صاحبنا اذ يقول :
يا بسيطا بمعانى برجه |
|
أصبح الحسن به مشتهرا |
لا تحرك بفخار مقولا |
|
فلقد ألقمت منها حجرا |
والبر بها نزر الوجود ، واللحم تلوه وهما طيبتا الوجود ، والحرف (١٠٦ : ب) بها ذاوية العود ، والمسلك اليها بعيد الصعود.
١١ ـ «دلاية» (١١٨)
قلت : فدلاية؟
قال خير رعاية وولاية ، حرير ترفع عن الثمن ، وملح يستفد على الزمن ، ومسرح معروف ، وأرض ينبت بها جبن وخروف. الا أنها لسرايا العدو البحرى مجر العوالى ، ومحل الفتكات على التوالى ، فطريقها صوى (١١٩) ومشاهد ، والعارف ـ فى مثلها ـ زاهد.
__________________
(١١٦) قاعدتها فروق : أى أن أرضها عرضة للغارات ، التى تجعلها جزعة يتملكها الخوف.
(١١٧) وتدها مفروق : كناية عن أن مبانيها يفرقها نهر أو واد مثلا ، والتعبير اصطلاح عروضى ، والتورية واضحة.
(١١٨) دلاية : هى «Dalias» احدى القرى التابعة لولاية المرية ، تبعد بنحو ٩ كم جنوب شرق برجة.
(١١٩) صوى : ما يوضع فى الطرق من أحجار كعلامات ، وفى نسخ (س ، ط ، ر) «هوى». وقد أوردها «سيمونيت» هكذا ، ولعل الصواب فى نسختنا.