والإتمام في ميزان الله ـ إن صح التعبير ـ هو إله الإتمام ، الذي ليس فوقه إتمام.
إذا فكل الابتلاءات الإبراهيمية طول حياته النيرة تشمله «كلمات» وهي الدالات على العناية القمة التربوية الربانية فيما أمره ربه ونهاه ، والدالات على قمة التسليم قلبيا إذ سلم له ، والدالات على تمام التسليم وكما له إذ طبقها ، و «أتمهن» هنا كما تعني أن الله أتم هذه الكلمات في ابراهيم تأييدا وتسديدا ، كذلك تعني أن ابراهيم أتمهن حسب الطاقة البشرية مزودة بعصمة ربانية ، ويقابله تركهن ، أو انتقصهن ، لا! بل «أتمهن» كما أراده الله منه ، وأتمهن الله تتميما لناقص الإرادة البشرية بعصمة إلهية.
(قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً).
هنا «قال» دون «فقال» : تفريعا للإمامة على إتمام الكلمات ، لأن إتمامها ليس إلا ظرفا صالحا لجعل الإمامة ، لا نتيجة ضرورية مفرّعة عليه ، أم ولأن من هذه الكلمات هي كلمات جعل الإمامة : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) ـ ومنها قوله : ومن ذريتي ، ثم جوابه : (قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
فإن الإمامة ولا سيما هذه الكبرى ابتلاء عظيم بمسئوليتها الكبرى ، ثقيلة على من يحملها ، عظيم حملها بحملها ، ولكن ابراهيم (ع) أتمها وأتى بها كما أريد منه.
__________________
ـ عليه وهو انه قال : يا رب اسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الا تبت على فتاب الله عليه أنه هو التواب الرحيم ، فقلت له يا ابن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله فأتمهن؟ قال : أتمهن إلى القائم ...