ولقد أتت «مثابة» في مختلف المناسبات لمعان عدة ، فلا تختص بواحدة دون أخرى ، وقضية الإفصاح البليغ في مذهب الفصاحة البالغة ، ان يؤتى باللفظ قدر المعنى المرام ، لا زائدا على المعنى ولا ناقصا عنه ، وخرافة استحالة استعمال لفظ واحد في اكثر من معنى واحد تنحل في ألفاظ الكتاب والسنة بأن للقائل مقام جمع الجمع فلا مشكلة له في هكذا استعمال جامع بين شتات ، وذلك من اختصاصات الكتاب والسنة ، اختصارا في التعبير ، وعناية للمعنى الكثير.
كما وتنحل في اصطلاح من يقوم لما يستعمله من ألفاظ كل المعاني الصالحة في اللغة ، دون حاجة الى لحاظها ردف بعض حتى يحيله قوله تعالى (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ).
فمختلف التفسير لمثابة مختلف عن تفسيرها المعني منها دون أية حجة لواحد من معانيها ، وهي :
١ المقام ـ ٢ المرجع ـ ٣ المجتمع ـ ٤ الممتلئ ـ ٥ الملجأ ـ ٦ الماتي متواترا ـ ٧ المقبل ـ ٨ المتاب ـ ٩ محل الثواب ـ ١٠ المنتبه ـ ١١ المستقى ـ ١٢ مجتمع الماء ... وبضرب مثلث الصيغة من «مثابة» إلى المعاني الإثني عشر تصبح معانيها المعنية ستة وثلاثين مهما اختلفت عنايتها في درجات ، واين هي من معنى واحد لا دليل له ، وهو في نفس الوقت خلاف الفصيح بل وغير صحيح!.
اجل إنه ١ مقام الإسلام ومنطلقه ، ومقام المسلمين بكل انطلاقاتهم الحيوية السامية.
٢ ومرجعهم حيث يرجعون اليه في مشاكلهم الروحية والجماعية أماهيه؟ «لا يقضون منه وطرا» (١).
__________________
(١) كما يروى عن باقر العلوم (عليه السلام) تفسيرا لمثابة : يرجعون اليه ...