موسى أكثر من أربابهم ، لذلك (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ ...)!
ثم (ما هِيَ) سؤالا عن الماهية ، إنه تجاهل عن أنها بقرة ، وقد نص عليها أوّل مرة ، ثم مزايدة جاهلة قاحلة حول ماهية البقرة من حيث الكيان في عمرها ، وكل أمرها ، حيث الأسعار والفاعليات تختلف حسب مختلف الحالات والمجالات.٢
(قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ) جوابا عن الماهية الأولى (لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ) جوابا عن الثانية (فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ) وقد أمرتم أولا في طليق الأمر ، ثم زدتم عليه ـ تطلبا جاهلا ـ مواصفات ماهوية ما كانت من ذي قبل إلّا أنها «بقرة» (فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ) دون مزايدة ومكايدة ، حيث الأمر صريح لا إبهام فيه ، لا يبقي مجالا لأي سؤال!
ذلك تأكيد أكيد على واجب الوقوف لحد الأمر ـ أيا كان ـ بحدوده المذكورة معه أم دون حدود ، مما يوضّح أن «بقرة» كانت طليقة ، ثم زيدت عليها قيود بأوامر أخرى جزاء بما كانوا يتعنتون.
والفارض ـ هنا ـ هي العجوز والبكر هي الشابة غير المضروب عليها بالفحل ، و (عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ) هي الوسط بين هذه وتلك ، وهو وسط العمر وكماله.
وقد تسمى فارضا لفرض السن وقطعه ، ولفرض الأرض وقطعها ، ولفرض ما يحمّل عليها وقطعه من أشغال ، فروض ثلاثة في الفارض ، يجمعها طليق «فارض».
وتقابلها البكر ، بكرا في العمر فما فرضته ، وبكرا عن الحرث فما استعملت له ، وبكرا عن ضرب الفحل فما انضربت به.