ذلك لإطلاق الأمر (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) للناسي كما الذاكر ، خرج موقف المشقة والحرج ، إذ لا عسر في الدين ولا حرج ، وان كان الأحوط الجمع بين ان يصليهما حيث يذكر ، وأن يستنيب (١) لادائهما عند المقام ، ام وإذا رجع في سفرة أخرى يقضيهما.
فالأصل المرجع ـ ككل ـ هو على أية حال (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) ما أمكن دون عسر ولا حرج ، والجمع بين صلاة الأصيل والوكيل يجمع بين مختلف الدليل.
وهنا ويلات من مختلفات الروايات ان فلانا وفلانا سألوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لو اتخذنا من مقام ابراهيم مصلى فنزلت (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى)! ويكأن الله يتبع في وحيه إلى رسوله أهواء فلان وفلان ، فهما أخرى بالاتباع وأعرف من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) استصلاحا لركعتي الطواف (٢).
وكما يهرف فيما يخرف «كان المقام إلى لزق البيت فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لو نحّيته عن البيت ليصلي إليه الناس ففعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأنزل الله : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) (٣)!
__________________
(١) في التهذيب عن ابن مسكان قال : حدثني من سأله عن الرجل ينسى ركعتي طواف الفريضة حتى يخرج؟ فقال : يوكل ، قال ابن مسكان وفي حديث آخر : ان كان جاوز ميقات أهل ارضه فليرجع وليصلهما فان الله تعالى يقول (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى).
(٢) الدر المنثور ١ : ١١٩ ـ اخرج الطبراني والخطيب في تاريخه عن ابن عمر ان عمر قال يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لو اتخذنا من مقام ابراهيم مصلى فنزلت : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) وفيه خرج عبد بن حميد والترمذي عن انس قال : يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لو صلينا خلف المقام؟ فنزلت ...
(٣) المصدر ١١٩ أخرج ابن أبي دواد عن مجاهد قال : ...