كلّا! إن المقام هو المقام الآن كما كان دون تحوّل ولا تحويل ولا تخويل في تحويل ، كما البيت هو البيت ، والمشاعر هي المشاعر ، والحرم هو الحرم.
ولأن المطاف يتسع حسب اتساع الطائفين ـ والى خلف المقام بقليل او كثير ـ فحتى لا تكون فوضى الصدام بين الطائفين والمصلين ، قد تلمح (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) ـ دون «صلّوا» او ما أشبه ـ تلمح بأن المصلّى من المقام مرحليّ لجمهرة المصلين كما المطاف ، فليتقدم المطاف على المصلى ، وعلى المصلين أن يتخذوا من مقام ابراهيم مصلّى إلى آخر المسجد الحرام بصورة مقررة محسوبة على الجميع ، حيث لا يضيق المطاف على الطائفين.
فالإسلام بكل مقرراته نظام ، ولا سيما في القرارات الجماعية تحسّبا دقيقا رفيقا لسلامة التطبيق في كل جليل ودقيق ، ومؤتمر الحج هو من أدق التنظيمات الجماعية الإسلامية السلمية (لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ) ـ (قِياماً لِلنَّاسِ).
فليكن المطاف والمصلى بحيث لا يكون صدام واحتدام بين الطائفين والمصلين ، فليراع المصلون كتلة الطائفين ، كما على الطائفين رعاية كتل المصلين ، مع تقدم الأوّلين حسب الحاجة الضرورية لصالح الطواف من متّسع المطاف.
ولو أن المطاف احتل ـ يوما مّا ـ المسجد الحرام كله ، وطبعا في واجب الطواف ، فليقرّر لكلّ من الطواف والصلاة موعد يكفيه ، باستثناء أمام المقام الى البيت فانه مطاف على أية حال ، وليراع واجب كلّ من الطواف وصلاته ، تقديما على تطوعّه ، ولا يجوز إشغال المصلّى خلف المقام مع الزحام ـ كما المطاف ـ تقديما للفرض على النفل كما قدّمه الله. (١)
__________________
(١) راجع كتابنا ـ اسرار. مناسك وادلة حج ـ باللغة الفارسية ، وفيما أوردناه من الفروع كفاية كأصول لأحكام صلاة الطواف.