دعوة أبي ابراهيم وبشارة عيسى بي ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين» (١).
(وَابْعَثْ فِيهِمْ) هذه الأمة المسلمة من ذريتنا (رَسُولاً مِنْهُمْ) وكلهم نور واحد فإن : أولنا محمد آخرنا محمد أوسطنا محمد وكلنا محمد صلوات عليهم أجمعين.
(رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ) تكوينية : آفاقية وأنفسية ، وتدوينية : قرآنية وكتابيات أخرى.
ولماذا (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ) هنا (وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) في ثلاث أخرى (٢) أترى تعليم الكتاب والحكمة هو المقدم على التزكية كما هنا ، ام هي المقدمة عليها كما في الثلاث الأخرى ، ام هما صنوان لا يتفاضلان ، فهما متعاضدان مع بعضهما البعض متقارنان؟ فلما ذا تتقدم التزكية ثلاثة أضعاف تقدم التعليم عليها؟.
علّ الأضعاف في التزكية للتأشير إلى أهميتها ، حيث التعليم ذريعة الى
__________________
(١) المصدر اخرج احمد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن العرباض بن سارة قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): إني عند الله ...
وفيه اخرج احمد وابن سعد والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن أبي امامة قال قلت يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما كان بدء أمرك؟ قال : دعوة ابراهيم وبشرى عيسى ورأت امي انه يخرج منها نور أضاءت له قصور الشام.
(٢) وهي : (كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) (٢ : ١٥١) (ولَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٣ : ٦٤) (وهُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٦٢ : ٢).